مسلسل الاحداث السلبية والمأساوية المناهضة لصناعة السياحة محليا بصفة خاصة وعالميا بشكل عام لا يتوقف. وليس جديدا القول ان اخطر ما يعوق حركة السياحة هي الاخطار التي يمكن ان تهدد حياة وامن السياح. في هذا المجال وفي الوقت الذي بدأت فيه السياحة المصرية تتعافي من احداث الانفلات الامني وفوضي الشارع المصري بعد ثورة 52 يناير التي يحسب لها ان سائحا واحدا لم يتعرض لأي اذي علي ارض مصر.. تفاجئنا القوات الامريكية باغتيال زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن مخطط تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك الذي راح ضحيته ثلاثة آلاف من العاملين الامريكيين والجنسيات الاخري بالمبني. كان للحدث وقع الزلزال الذي هز أركان وكبرياء الامبراطورية الامريكية. تمت عملية الاغتيال في باكستان وسط انباء عن تواطؤ اجهزة الامن الباكستانية.. وقد ساد الترحيب والتهليل لما حدث في الدول الغربية خاصة الولاياتالمتحدة وكذلك بعض دول العالم الاخري وهو ما تجسد من فرط الاهمية واعتباره انتصارا عسكريا في قيام الرئيس الامريكي أوباما بإعلانه.
مع هذه الافراح المقرونة بالحزن والترحم من بعض القطاعات في شعوب العالم الاسلامي الذين كانوا يرون في بن لادن عنصرا مناوئا لممارسات الظلم الامريكي والغربي ضد الحقوق العربية والاسلامية انتشرت المخاوف من وقوع بعض الحوادث الانتقامية ضد دول واهداف غربية. من الطبيعي ان ينعكس هذا الاحساس سلبا علي حركة السياحة خاصة ان غالبية مكوناتها من الدول الغربية التي يملك مواطنوها القدرة علي السفر والترحال.. كان من نتيجة ذلك إعلان اتخاذ اجراءات امنية احترازية. لا جدال انه سيكون لها تأثيرات غير إيجابية علي حركة السياح خلال الفترة القادمة. ومن المؤكد ان المطارات والموانيء ووسائل النقل التي تعد ركيزة اساسية لحركة السياحة سوف تكون هي الساحة الرئيسية لهذه الاجراءات وهو ما سوف يساهم في الاحجام عن السفر والترحال.
كم أرجو الا تكون لهذه التطورات انعكاسات سلبية علي الشعور بالتفاؤل الذي كان قد بدأ يصاحب تعافي صناعة السياحة المصرية من الأزمة التي تعرضت لها خلال الشهور الثلاثة الاولي من هذا العام. من سوء الحظ ان تأتي عملية اغتيال بن لادن التي احتلت الفقرات الرئيسية في كل وسائل الاعلام وبالاخص القنوات التليفزيونية.. في هذا الوقت الذي تشهد فيه صناعة السياحة المصرية مؤشرات ايجابية تمثلت في ارتفاع نسبة الاشغال في مقاصدنا السياحية بدرجة كبيرة خلال الاسابيع القليلة الماضية التي تخللتها اجازات »الإيسترن«.
ومع انتهاء فترة هذا الموسم قال لي منير فخري عبدالنور وزير السياحة ان هذه النسبة مازالت فوق ال 06٪ في هذه المقاصد وانها كانت قابلة للارتفاع. ولكنه وبعد الاعلان عن اغتيال بن لادن بدأ يضع يده علي قلبه خوفا من التأثيرات غير الطيبة. هذه التطورات تأتي مرادفة للتحرك الذي كان قد بدأ لرفع حظر سفر السياح الامريكيين الي مصر والتي تمثلت مقدمته في السماح بعودة عائلات الدبلوماسيين الامريكيين الذين كانوا قد غادروها بعد احداث ثورة 52 يناير.
مواجهة هذه الاوضاع لضمان عدم توقف التدفق السياحي الواعد فانه يجري حاليا الاعداد لحملات اعلامية وتسويقية مكثفة في الاسواق السياحية.. اشار الوزير إلي أن هذه الحملات تشمل الدول العربية وانه سوف يقوم بزيارة بعض هذه الدول في الفترة القادمة وفي مقدمتها السعودية كما سيقوم بزيارات سريعة ايضا لبعض العواصم الاوروبية للقاء منظمي الرحلات وعقد المؤتمرات الاعلامية فيها. اضاف إن هذه الخطة تشمل التوسع في دعوة العاملين عن تنظيم الرحلات في دول العالم وكذلك رجال الاعلام. في هذا الاطار سيتم دعوة 05 صحفيا واعلاميا من الدول العربية لزيارة مقاصدنا ومعالمنا السياحية. لعله شيء جميل ان تتسم رؤية وزير السياحة المصري منير فخري عبدالنور بهذا الحماس والتفاؤل والذي من المؤكد انها تساهم في انعاش الآمال باستعادة السياحة المصرية لانطلاقتها من جديد.
