تأتي هذه الجولة المهمة في لحظة تاريخية فاصلة في مصر ما بعد ثورة 25 يناير وفي مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجهها دول الخليج العربية وبخاصة مملكة البحرين. انه من غير المنطقي ان يتصور سياسي او باحث او صاحب مسئولية في مصر بان علاقة مصر بدول الخليج العربية هي علاقة البحث عن مكسب اقتصادي او جذب رؤوس اموال او الحصول علي قروض للمساعدة في خروج مصر من ازمتها الراهنة ولعلني اذكر عدة اسباب لتوضيح وجهة نظري: أولا: ان مصر ليست في حاجة لقروض او مساعدات وان الاحتياج اذا حدث هو مسألة مؤقتة وعارضة فمصر مليئة بالخيرات والموارد ولعل ما ظهر من نهب لثروات مصر خير دليل علي ان هذه الثروات ضخمة وكثيرة. مصر بلد الخير الدائم والمتجدد وكانت مخزن الغلال في الحضارة الرومانية وكانت جنة الله في الارض عندما فتحها عمرو بن العاص واطلق عليها الجائزة الكبري عندما كانت تستند الي اي من الولاة في الدولة الاسلامية. ثانيا: ان مصر لها دور قومي باعتبارها اكبر دولة عربية من حيث السكان والاقتصاد القومي والقوة العسكرية والمخزون الثقافي المتجدد. مصر ليست فقيرة وليست ضعيفة مصر تعاني فقط من النهب والسرقة وما يرتبط بهما من فساد كما تعاني من سوء الادارة وسوء التخطيط ولو امكن معالجة ذلك فستعود مصر قريبا قوة اقتصادية مهمة في عالم القرن الحادي والعشرين. ثالثا: مصر صاحب الدور القومي الرائد عبر السنين هي التي بادرت بطرح فكرة انشاء جامعة الدول العربية منذ بداية الاربعينات من القرن الماضي وهي صاحبة المبادرات المتعددة لقضية فلسطين والتي هي القضية المحورية في العمل العربي المشترك وهي صاحبة مبادرة انشاء مجلس الوحدة الاقتصادية وصاحبة الريادة الثقافية وصاحب الفكر القومي المتميز مصر هذه عليها دور في امن الخليج العربي وهو دور يرجع للتاريخ الفرعوني وكانت جامعة الدول العربية رائدة في العمل من اجل عروبة الخليج مصر العربية صاحب اعظم ثورة شعبية في القرن الحادي والعشرين ثورة بيضاء اعتمد علي اكبر قوتين في هذا العصر وهما قوة الشباب وفكره واصراره وعزيمته وقوة التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي مصر لا ينبغي ان تتردد في الاضطلاع بدورها القومي العربي وبخاصة في مواجهة التهديدات التي يتعرض لها من الخليج . رابعا: ومن منظور مصري بحث فان التعاون والوجود المصري في دول مجلس التعاون الخليجي يتراوح ما بين 4-5 ملايين عامل مصري من مختلف التخصصات من اساتدة جامعات وعلماء وقضاة وباحثين ومفكرين ومدرسين واطباء ومهندسين وعمالة يدوية وغيرها ولو نظرنا بعين ثاقبة لوجدنا ان هذه الملايين تغول 4 اضاعف عددها في مصر باعتبار الاسرة 4 اشخاص علي الاقل اي تتحمل عبء 20 مليون مصري اي ربع سكان مصر فضلا عن تحويلات العمالة المصرية ناهيك عن مساهمة العاملين في الخليج في تعزيز الاقتصاد المصري. ان الدكتور عصام شرف كرئيس لوزراء مصر في عهد ثورة 25 يناير عليه ان يشعر بالفخر بصفته رئيس وزراء دولة مهمة ذات حضارة عريقة وذات مستقبل مشرق يتحدث مع قادة دول الخليج بقوة وصراحة ويؤكد علي مواقف مصر وعروبتها وقوميتها ومساندتها لدول الخليج العربية في مواجهة التحديات التي تتعرض لها. ان مصر ستكون مرفوعة الرأس عندما تعبر عن مواقفها القومية ولن تضار ابدا في حين ان مصر الساعية للمنح والقروض ستكون صغيرة وصاغرة كما حدث في عهد نظام سابق حصلوا علي القروض والمنح وحولوها لحسابهم في بنوك اوربا وغيرها .