رعت قطر الأرهاب، علي جناحي مبادرة الشرق الأوسط الكبير التي أطلقتها امريكا عام 2004. والتي بمقتضاها قررت تغيير الأوضاع التي أدت بهذا الإرهاب القادم من الدول الإسلامية بالشرق الاوسط، إلي ضربها في سفاراتها ومؤسساتها عبر العالم ثم في عقر دارها. كان التغيير الأمريكي المطلوب تغييرا لسياسات دول الشرق الأوسط الإسلامية، من خلال المجتمع المدني بهذه الدول.. وهو ما حاوله الغرب علي أرض الواقع وتمخض النهاية في احداث الربيع العربي. وجدت قطر فرصتها سانحة في تحقيق حلمها في زعامة المنطقة، وبث سموم احقادها ضد الدول الكبيرة بها، وخاصة مصر والسعودية من خلال ركوب موجة مبادرة الشرق الاوسط الكبير - وإرضاء الغرب. أعطت قطرامريكا أكبر قاعدة عسكرية علي أرضها... تقاربت جدا مع اسرائيل برغبة أصيلة منها. ثم بحثت في المجتمعات المدنية العربية لتساندها في تحقيق هدف المبادرة الأمريكية، فلم تجد لأي منها تنظيما قويا قادرا علي إحداث الفارق، سوي جماعة الأخوان المسلمين الإرهابية... رغم أنها جماعة إسلام سياسي عسكري وليست بأي حال من المجتمعات المدنية. تقابلت مصالح الغرب وقطر والإخوان... وتلاقت أهداف الإنتهازية السياسية السوداء بين قطر والإخوان وأصبحا وجهين لعملة واحدة... فدعمت قطر الإخوان في مصر وتونس وليبيا وفي كل مكان، لتحقيق حلميهما معا في زعامة المنطقة مع شريكتهما تركيا... الا ان ثلاثتهم نالوا لطمة افقدتهم توازنهم في 30 يونيو بسقوط حكم الإخوان في مصر.... ثم جاءتهم اللطمة الثانية حين اعتبرت الدول الخليجية جماعة الإخوان جماعة إرهابية. وأخيرا كانت اقوي الضربات التي تلقوها، حينما شكلت امريكا حلفا جديدا لمحاربة الإرهاب مع مصر والعرب في قمة السعودية، بناء علي تفاهمات واضحة تمت بين الرئيسين السيسي وترامب في زيارة الرئيس المصري لأمريكا في شهر أبريل من العام الحالي. اصبحت خيوط الحلم القطري علامات سراب... ففقدت الدويلة صوابها وصعدت هي والأخوان نشاطهما الإرهابي في كل مكان بالعالم غضبا من مصر والخليج والأمريكان. لذلك كان لابد من قرار قطع العلاقات معها... وجاء التوقيت سليما في ضوء ما أظن أنه تم الاتفاق عليه في قمة السعودية. وسوف نري مشهدا جديدا تساند فيه امريكا الدول العربية التي قطعت علاقاتها مع قطر حتي لو خرج عنها بيانات ديبلوماسية تدعو لحل المشكلات علي موائد المفاوضات... وسوف تظل امريكا في قاعدتها العسكرية الكبيرة بقطر.. كسبت أمريكا وخسرت قطر!!