أعلنت بريطانيا امس عزمها ارسال "ضباط عسكريين مخضرمين لتعزيز فريقها الدبلوماسي" في مدينة بنغازي شرق ليبيا، موضحة في بيان أصدرته وزارة الخارجية ان الفريق "سيقدم خصوصا النصح للمجلس بشأن كيفية تحسين الهياكل التنظيمية العسكرية وسبل الاتصال والإمداد والتموين بما في ذلك أفضل السبل لتوزيع المساعدات الانسانية والطبية". وأكد البيان ان الفريق العسكري لن يدرب او يسلح المعارضين الليبيين. في الوقت نفسه طلب رئيس لجنة الشئون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) اكسيل بونياتوسكي من الحلف الاطلنطي ارسال قوات برية خاصة الي ليبيا لتجنب "التخبط" في هذا البلد. لكن قرار مجلس الامن الدولي 1973 الذي يجيز جميع الاجراءات اللازمة لحماية المدنيين يستبعد اي احتلال بري للبلاد.الا ان النائب الفرنسي اعتبر ان علي الحلف ان يرسل برا قوات خاصة لا قوات مقاتلة تهدف الي تحديد احداثيات الاهداف. واضاف ان استخدام القوة الجوية يواجه عوائق حيث لايمكن تمييز الاهداف المتحركة بسبب تداخل القوات الموالية للنظام والثوار مشيرا الي انه بدون معلومات برية فان طيران التحالف يتحرك كالاعمي مما يضاعف مخاطر ارتكاب تجاوزات. من جهتهم اعلن مسئولون في الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد أعد خطة مؤقتة قد تتضمن إرسال قوات أوروبية إلي مدينة مصراتة غرب ليبيا المحاصرة لحماية شحنات مساعدات إذا طلبت الأممالمتحدة منها ذلك، في وقت اتهم فيه قائد عسكري لحلف الأطلنطي قوات العقيد معمر القذافي بإطلاق النار علي المدنيين في مصراتة. ويأتي بحث التدخل الأوروبي في مصراتة في وقت اتهم فيه الجنرال تشارلز بوتشارد قائد العمليات العسكرية لحلف الناتو في ليبيا القوات الموالية للقذافي بالاختباء في المستشفيات وإطلاق النار علي المدنيين من أسطح المساجد في هذه المدينة. ووصف بوتشارد وهو كندي التكتيكات التي تستخدمها قوات القذافي بأنها ماكرة وغير أخلاقية. وفي روما صرح وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني نقلا عن مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض الذي يقوم بزيارة لروما تعد الاولي له الي الخارج ان النزاع في ليبيا اسفر حتي الآن عن سقوط عشرة الاف قتيل و55 الف جريح. واضاف فراتيني ان اجتماعا تعقده دول غربية وشرق اوسطية في روما الشهر المقبل سيسعي لايجاد سبل لتمكين المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة الليبية من بيع النفط في الاسواق العالمية. ومن جانبه اكد عبد الجليل ان المجلس الوطني سيطور تعاونا خاصا مع ايطاليا وفرنسا وقطر التي اعترفت بحركته.ميدانيا، واصلت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي قصفها لمدينة مصراتة في وقت أجلت فيه سفينة مستأجرة نحو الف من العمال الأجانب والمصابين الليبيين من المدينة. واعلن حلف الاطلنطي انه شن عدة غارات استهدفت مراكز قيادة لقوات القذافي بما في ذلك طرابلس. واعلن التليفزيون الليبي ان طائرات الحلف شنت ضربات جوية علي العاصمة ومدينة سرت الي الشرق. وفي سياق التحركات الدبلوماسية, استقبل المغرب نائب وزير الخارجية الليبية الزائر عمران بوكراع وذلك في اتصال دبلوماسي نادر بين حكومة معمر القذافي وأحد أنصار التحالف الغربي الذي يسعي للإطاحة به. واعتبر وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري ان الحل في ليبيا "لايمكن ان يكون عسكريا" وان علي الشعب الليبي ان يختار المستقبل الذي يريده عبر الطرق الدبلوماسية. وتسارعت وتيرة نقل المساعدات الانسانية الي الاف الاشخاص الذين يواجهون حربا اهلية اوقعت بحسب الثوار عشرة الاف قتيل خلال شهرين بعد اعلان برنامج الاغذية العالمي فتح اول ممر انساني في غرب ليبيا.وقال برنامج الاغذية العالمي في بيان ان ثماني شاحنات تنقل 240 طنا من طحين القمح والبسكويت عالي القيمة الغذائية وهي شحنة تكفي نحو 50 الف شخص لمدة 30 يوما عبرت من تونس الي ليبيا امس الاول مضيفا ان الغذاء سيوزع بشكل اساسي علي النساء والاطفال في مدن طرابلس والزنتان ويفرن ومزدة والزاوية عبر الهلال الاحمر الليبي.