* مواطن ليبي: رأيت اثنين من الأصدقاء يموتون والقذافي يطلق النار في كل مكان. * مصري هارب من الجحيم: المدينة تقصف وكل ما يمكنكم تخيله يحدث في مصراتة * باحثة في منظمة العفو: ليست هناك كهرباء وإمدادات المياه قطعت منذ أسابيع عن المدينة * بريطانيا ترسل مستشارين عسكريين إلى بنغازي البديل- وكالات: روى ليبيون هاربون من مدينة مصراته أصيبوا كيف أدى القصف العشوائي لقوات القذافي إلى جعل الحياة هناك لا تطاق. وقبيل نزولهم من عبارة نقلتهم من مصراتة في رحلة استغرقت 17 ساعة توقع ليبيون جرحى أن تباد ثالث أكبر مدن ليبية بشكل كامل اذا لم تتدخل القوى الغربية لإنهاء حكم القذافي المستمر منذ 41 عاما. وبدا جزء من السفينة كجناح في مستشفى في الوقت الذي صعد فيه أطباء في مدينة بنغازي معقل المعارضة المسلحة في شرق البلاد وقاموا بفحص مبدئي للجرحى لتقييم حالاتهم. وجلس أشخاص بدا أنهم زائغو البصر على مقاعد ملفوفين بضمادات في الوقت الذي طاف فيه أحد المقاومين حاملا جزءا من قذيفة مدفعية قتلت اثنين من أصدقائه. وقال الرجل واسمه علاء الأطرش “كنت قد غادرت للتو منزلنا عندما أصابت هذه القذيفة المبنى. رأيت اثنين من الأصدقاء يموتون.القذافي يطلق النار في كل مكان.” ويعتزم الأطرش الذي اكمل لتوه العشرين من عمره العودة إلى مصراتة قريبا على الرغم من الوضع الصعب هناك. وقال إن هذه المأساة جعلته أكثر تصميما عن ذي قبل على رؤية القذافي يرحل. وأضاف “لدينا أسلحة قليلة جدا.. أحيانا اعبيء زجاجة بالبنزين وأشعلها ثم ألقيها عبر خط المواجهة على رجال القذافي.” القذيفة التي كان يحملها الأطرش في يده والتي يتدلى منها سلك من النوع الذي ربما أطلق شظايا في وجه محمد مفتاح وهو طفل يبلغ من العمر تسع سنوات جلس يوميء بهدوء بيده ليجعل أباه يعرف أنه عطشان لأن الكلام مؤلم جدا بالنسبة له. وقال والد الطفل: “كان يلعب في فناء منزلنا... إنه مجرد طفل.” ووقف جاره الذي كان يجلس خلفه وقبل رأس الطفل لمواساته وقد بدا الألم على وجهه لأنه هو أيضا أصيب في ساقه بما وصفه برصاصة قناص من قوات القذافي . وكان يوجد نحو 20 ليبيا على ظهر العبارة التي حملت أيضا أكثر من 900 مهاجر غاني كانوا يعيشون في ليبيا التي شهدت أعنف الثورات التي تجتاح العالم العربي. وقال الركاب على ظهر العبارة اليونانية “أيونيان سبيريت” التي استأجرتها المنظمة الدولية للهجرة إن الشيء الأساسي في مصراتة المحاصرة منذ سبعة أسابيع هو أنه لا يوجد أحد آمن ولا يوجد ما يشير إلى أن قوات القذافي ستخفف موقفها. حتى الصلاة من أجل إيجاد مخرج من هذا الخطر يمكن أن تكون محفوفة بالخطر. وقال محمد غاضب وهو تاجر خزف وضعت ذراعه في ضمادة” القذائف يمكن أن تسقط في اي مكان. “كنا في مسجد نسأل الله الغوث وانقاذنا. وبمجرد خروجنا من المسجد اصابتنا الشظية.” وقال أشخاص إن نقص الطعام ليس مشكلة كبيرة. ولكن المجازفة بالخروج من أجل جلب الطعام أمر محفوف بالخطر. وقال غاضب “القناصة يمكن أن يصيبوك” وبالنسبة لمصري كان يعمل في مصراتة فإن التمكن من الهروب من إراقة الدماء هناك أثار ارتياحا في باديء الأمر ثم مزيد من الصدمة بعد ذلك. وبطريقة ما خلال الهروب انفصل عن أولاده الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين سبعة أشهر وسبع سنوات وانتهى بهم الأمر في عبارة أخرى. وقال الرجل إن“مصراتة تقصف وكل ما يمكنكم تخيله يحدث في مصراتة”. وأضاف: “الآن بعد أن غادرت ليس لدى فكرة عن مكان أولادي.” وعلى صعيد آخر، قالت باحثة في منظمة العفو الدولية بمدينة مصراتة في غرب ليبيا أن قوات موالية للزعيم الليبي معمر القذافي قصفت المدينة مجددا يوم الثلاثاء وأن ضحايا نقلوا إلى المستشفى. وأضافت الباحثة دوناتيلا روفيرا لرويترز عبر الهاتف “إنهم يقصفون من مسافة قريبة جدا في المنطقة الواقعة شمال غربي وسط المدينة.. غادرت المستشفى للتو وهناك ضحايا ينقلون إليه“. وأضافت “هذه هي المناطق الواقعة في الوقت الحالي في أيدي المعارضة وتقصفها قوات القذافي.” وتابعت روفيرا “ليست هناك كهرباء. البلدة تعتمد على مولدات الكهرباء... يجري استخدام مخزونات الوقود... إمدادات المياه قطعت منذ أسابيع ومن ثم فان ما يستخدم هو المخزون. عادوا لاستخدام الآبار القديمة.” وفي الغضون، قالت بريطانيا إنها سترسل ضباطا عسكريين مخضرمين لتعزيز فريقها الدبلوماسي في مدينة بنغازي بشرق ليبيا. وذكرت وزارة الخارجية في بيان “هؤلاء الاشخاص سيمكنون بريطانيا من البناء على العمل الذي بدأ بالفعل لدعم وتقديم المشورة للمجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض بشأن كيفية حماية المدنيين. “وسيقدمون على الأخص النصح للمجلس بشأن كيفية تحسين الهياكل التنظيمية العسكرية وسبل الاتصال والإمداد والتموين بما في ذلك أفضل السبل لتوزيع المساعدات الإنسانية والطبية.”