راسم هذه اللوحة البديعة الفنان جون ويليام ووترهاوس »1849 - 1917» أحد أهم فناني مدرسة »ما قبل الرفائيلية» الإنجليزية.. وُلد في روما لأبوين انجليزيين وهي المدينة التي ألهمت الفنانين والشعراء بتصوير أبطال الأساطير وحظي بشهرة كبيرة وشعبية واسعه لأعماله بما فيها من قصص الحب والتضحيات وجمال الطبيعة.. فاهتم ووترهاوس بأولوية تصوير مشاهد من الأعمال الأدبية والرومانسية وحول عذابات الحب المفقود والأساطير اليونانية.. وتتميز لوحاته بأن محورها يدور حول فتيات تميزن بجمال كالحوريات رسمهن في أوضاع رومانسية بملابسهن الفضفاضة وشعورهن المنسدلة الجميلة ورسم معظمهن في حدائق مُزهرة أو طبيعة مفتوحة.. كما في هذه اللوحة بعنوان »أزهار الريح» التي رسمها عام 1902 في بداية سلسلة من لوحات الفتيات والزهور في الحدائق مهتما بفكرة الأنوثة الناعمة وكيف يرتبط الجمال ويكتمل بسحر الطبيعة المحيط.. ومنذ عام 1891 والفنان يرسم موديل واحدة جميلة ظهرت في معظم لوحاته وهي المرسومة في هذه اللوحة التي يعبر فيها عن التحام الفتاة الجميلة مع الطبيعة بتفتح زهور الربيع ونسيم هوائه وأيضاً بعطر الطبيعة النقية.. في اللوحة الفتاة جمعت زهورها المفضلة في يوم ربيعي داعبت فيه نسمات الرياح الناعمة شعرها وملابسها في مشهد فائق من الرقة والنعومة في الخطوط وتوزيع اللون.. تبدو الفتاه في ردائها الأبيض الفضفاض الأنيق تحمل بيدها اليسري زهوراً حمراء وبنفسجية جمعتها من الحديقة المُزهرة لتبدو كإحدي أميرات الأساطير وإن كان وجهها رغم الربيع لا ينم عن سعادة كأنها ترغب في البكاء لغياب حبيبها الذي لم يشاركها قدوم الربيع فبدت عيناها سارحتين تحلم بالغائب وسط حديقة مزهرة مشمسة تهزها الرياح الناعمة لكنها وحيدة.. وبدت أصابعها هي فقط الواعية تلملم شعرها الحريري وباليد الأخري تضم إليها ثوبها الفضفاض عند خصرها حتي لا يتطاير مع الهواء وقد انحني جسدها بلطف إلي الخلف مُقاوماً الرياح الناعمة التي تأتي مع الربيع وهزت كيانها رمزياً لغياب الحبيب.. يغلب علي لوحات ووترهاوس الطابع الكلاسيكي متبنياً للاتجاه الواقعي لكنه منسوب إلي ومن مؤسسي مدرسة »ما قبل الرفائيلية».. وتبقي لوحته »أزهار الريح» هي الأوفر حظاً في جمالها ورومانسيتها رغم تميز أعماله الأخري..