اسم اللوحة: الربيع الفنان: بوتتشيللى تاريخ رسمها: 1470 المدرسة الفنية : عصر النهضة الإيطالية هذه اللوحة البديعة بعنوان " الربيع" 1470 رسمها الفنان الإيطالي " ساندرو وتتشيللي" (1445 - 1510) وهي من وحي خياله وموجودة بمتحف اوفيتزي بإيطاليا.. اللوحة يمكننا رؤيتها من أقصي اليمين حيث بداية التحول في الفصول.. فنري الشخصية الرمادية التي تمثل الشتاء وهي تقدم الحورية "زيفيروس" للأمام استهلالاً لبدء فصل الربيع واضعة في فمها غصنا من الزهور.. ثم ينتقل الموقف إلي "فلورا الزهور" التي تُوج رأسها بتاج مصنوع من الزهور وأيضاً حول عنقها عقد من أزهار الحديقة وتناثرت فوق ملابسها الزهور في صورة رائعة تجسد الربيع علي هيئة حورية.. ثم التحول الثاني وقد امتلأت الحديقة بالنباتات وتناثرت عشرات الأنواع من الزهور.. ثم تتوسط آلهة الحب في الأساطير اليونانية اللوحة مرتدية عباءة حمراء فوق ثوبها الشفاف وتلوح بيدها اليمني في إيماءة فاتنة لبدء فصل الربيع وإلي أعلي رأسها كيوبيد الحب يوجه سهامه إلي الحوريات الثلاث.. الشخصية المحورية هي فلورا الزهور برفقة حورياتها الثلاث.. اللوحة توحي بأن هناك عالما ساحرا جميلا تشكل الزهور أرضه وجدرانه أشجار من الفاكهة والنسيم العليل يهيمن علي المكان ويملؤه بروائح البراعم والزهور التي تتفتح مع مقبل الربيع.. بوتتشيللي لم يكن يهتم حرفياً بتقليد الطبيعة والواقع حتي يجعل للوحاته جاذبية ومساحة من الخيال تجذب العين كما في لوحته "الربيع" التي أصبحت أيقونة عالمية للربيع كأجمل لوحات عصر النهضة الإيطالية لبهجة شخوصها والعديد من حورياتها يستقبلن فصل الربيع بالرقص وسط الحدائق فنري إلي اليسار حوريات الحسن الثلاث الشقيقات بملابسهن الشفافة البيضاء الهفهافة وقد تشابكت أكفهن يرقصن ابتهاجاً بتورد الطبيعة وقد كان الإغريق يعتبرونهن مانحات الفتنة والجمال.. وإلي أقصي اليسار أحدهم يتناول بيده إحدي ثمار الربيع.. اللوحة منفذة برقة شديدة في تردد الخطوط الرأسية المتتالية بين أجساد الحوريات وأشجار الحديقة الطولية في الخلفية مع إجادة استخدام اللون برهافة ورقة تناسب الموضوع الواقعي في حدوثه وهو الربيع.. والخيالي في شخوصه وهن الحوريات.. وهذه الرهافة اللونية هي ما ميز الفن الفلورنسي في ذلك الوقت وبدت مهارة الإحساس بالخط وبانسيابية أجساد الحوريات لتصبح لوحه "الربيع" من أقدم الأمثلة للوحات عصر النهضة التي تُظهر شخصيات أسطورية بكامل هيئتها.. وهذا الفنان صاحب الحس الخيالي الجميل في رؤيته لربيعية الحياة وحوريات الأساطير خرافيات الجمال.. من المؤسف أنه مات دون شهرة جماهيرية من أهالي فلورنسا أو روما بل مات مغموراً قليل الشأن ولم تكتشف أعماله إلا في القرن التاسع عشر بظهور فناني المدرسة الإنجليزية "ما قبل الرفائيلية "الذين أعجبوا بلوحاته واكتشفوا روائعه ورقته الخطية التي اعتمدوا عليها في لوحاتهم وعلي الأساطير والقصص الأدبية.. وليأخذ "بوتتشللي" حقه الأدبي كفنان كبير بعد خمسة قرون من وفاته..