تعد مهنة عمال المخابز من المهن الشاقة التي تحتاج الي صبر وجلد ولايستطيع اي انسان ان يمتهنها الا اذا كانت لديه ملكات التحمل والصبر فما بالك من يواصل المسيرة علي مدي 40 عاما فهذا اعجاز هكذا يقول عصام السيد عطعوط صاحب فرن بلدي لانتاج الخبز وبدأت مسيرتي مع الخبز عندما كان عمري 16 عاما حيث كنت اقيم في عمارة اسفلها فرن لانتاج العيش البيتي وكان صاحب الفرن يدعوني لشغل وقت فراغي بالعمل لديه ولما تحصلت علي اجر نظير عملي واصبحت امتلك اموالا وانا في سن صغير تعلقت بالعمل وبدأ مشواري كعامل مساعد بالفرن احمل اجولة الدقيق واناول الخباز طوالي العيش واجمع العيش بعد خبزه واشارك في اعمال النظافة وظللت هكذا عدة اعوام حتي حصلت علي اول ترقية بالانتقال للعمل كاشير في بيع الخبز للمواطنين ومع ازدياد سنوات الخبرة انتقلت الي مرحلة الوقوف امام بيت النار لخبز العيش وتلك كانت اطول مرحلة لان الخباز عملة نادرة بالمهنة. ويضيف عصام تحملت الكثير حتي تمكنت في النهاية ان اكون صاحب فرن ولكن بعد تغير اجواء وظروف مهنة خبز العيش بسبب تقلص اعداد الافران البلدي ولجوء العديد الي اقامة المخابز الآلية والتي اضاعت فرص العمل علي الكثيرين بالمهنة لعدم الحاجة اليهم ورحم الله ايام زمان عندما كنت اعمل كصبي اتقاضي 80 قرشا يوميا وابيع 10 ارغفة بلدي بجنيه والآن اقل يومية لعمال المخابز 80 جنيها ورغيف الخبز الان بنصف جنيه وقلت عمليات البيع كثيرا بسبب اقبال الناس علي الخبز الآلي المدعم ولكنني بعد هذا المشوار الطويل الممتد علي مدي 40 عاما اقول انني احببت المهنة رغم صعوبتها وكما قالوا »أكل العيش مر». اما شعبان عبد الجليل احد الخبازين وبائع الخبز فتعرفه شوارع وسكان بورسعيد بصوته المميز وهو ينادي علي الخبز في الشوارع ويعد واحدا من اعداد قليلة ما زالت تجوب الشوارع لبيع الخبز فقد بدأ حياته كما يقول كعامل داخل احد افران الخبز بعد ان نزح لبورسعيد من الصعيد في اولي سنوات المنطقة الحرة وعمل في عدة مخابز كعامل مساعد وعجان وخباز واستوطن بورسعيد ولديه أربعة أبناء من مواليد المحافظة ورغم ما في ذلك من مشقة الا اني سعيد بمهنتي كبائع للخبز والتي كونت من خلالها صداقات عديدة اضافة الي توفير نفقات ومتطلبات الحياة لاسرتي واولادي بالتعليم واعتبرها من اشرف المهن علي وجه الارض.