في مثل هذه الأيام من كل عام نستعيد في ذاكرتنا الوطنية المعاني والدلالات العظيمة لتحرير سيناء وعودتها لحضن الوطن الأم، بعد تضحيات هائلة قدمها شعب مصر وجيشها عن طيب خاطر، رفضاً للهزيمة وإعداداً للنصر وتحرير الأرض واستعادة الكرامة. استمرت هذه التضحيات طوال ست سنوات قاسية وثقيلة علي كل المصريين منذ النكسة في الخامس من يونيو 1967 وحتي لحظة العبور في السادس من أكتوبر 1973،...، وكانت هذه السنوات العجاف الفاصلة بين الهزيمة والنصر، شاهداً علي إصرار مصر القاطع علي استعادة كل شبر من أرضها، وتطهيرها من دنس الاحتلال. وخلال هذه السنوات خاضت مصر حرب استنزاف طويلة ضد العدو وختمتها بالحرب البطولية للعبور والنصر في السادس من أكتوبر، وسجل فيها الشعب والجيش أروع قصص البطولة والشرف والفداء حباً للوطن وتقديساً لحريته وكرامته. وهذا العام تأتينا الذكري الخامسة والثلاثون لتحرير سيناء ونحن نمر بظروف دقيقة، تواجه فيها أمتنا العربية جميعها تحديات هائلة، ومؤامرات قذرة من قوي الشر الإقليمية والدولية، لنشر الفوضي وإشاعة الفُرقة والانقسام وعدم الاستقرار. كما تأتينا الذكري في ظل ما نواجهه من حرب إرهابية شرسة وخسيسة من جانب الجماعة الإرهابية المتحالفة مع قوي الشر، والساعية بكل الدناءة للقتل والتخريب وإثارة الفتن وإسقاط الدولة،...، وهو ما لن يحدث بإذن الله. وللشباب من أبنائنا الذين لم يعاصروا عودة سيناء الغالية للوطن الأم، نقول إن معركة مصر التي تخوض غمارها اليوم ضد فلول الإرهاب الأسود وجماعة الإفك والقتل والضلال، لا تقل أهمية وخطورة عن معارك التحرير والشرف والكرامة، التي خاضتها مصر طوال تاريخها،..، وعلينا أن نؤمن جميعاً أننا سننتصر بإرادة الله وعونه في معركتنا مع الإرهاب.. كما انتصرنا في كل معاركنا السابقة.