أنا والحمد لله »وحده « طوال عمري كنت من أشد المتفائلين.. وقد صرت بعد كل الطوفان السياسي الذي حدث في مصر - وغير المصدق فعلا حتي الآن - والحادث علي المستوي الوطني والاقتصادي والاجتماعي والنفسي، صرت أكثر تفاؤلا ! أما عن تفاؤلي فلطالما اعتقدت أنه رزق من الله الرّزاق الكريم، شأنه في ذلك شأن كل أنواع الرزق التي يهبها لنا جلّ وعلا، فقد يعتقد البعض أحيانا أن الرزق المادي مثلا هو الذي قد يمنحنا رزق التفاؤل، ولكن الأيام أثبتت العكس، وهو أن رزق التفاؤل هو الذي ينمحنا الرزق بكل أنواعه وعلي اختلاف أشكاله وألوانه، لأن التفاؤل يزيد من الإيمان ومن الرغبة في إرضاء الله وإرضاء الناس، ويزيد من حلمنا بالنجاة وبالفوز برضا الله ، وبأملنا بالفوز بالجنة وروضاتها، وبطاقة التحرر من اليأس بفضل نعمة الأمل، وبالرضا بالقدر وبمفاجآت محطات الحياة، وبروعة التوكل دون مهانة التواكل والتكاسل، وبسر جمال القناعة بأولوية العمل وضرورة التعمير والإنجاز، وباليقين بأنه مهما طال صبر الانتظار فإنه لايصح إلا الصحيح، وبأنه لا يتنامي الخير إلا بالحلال، ولايتأتي إلاصلاح والصلاح إلا بإعمال الضمير والتصالح مع النفس، ولا يمتد العمر إلا بالتزام طريق الخير، ولا تبتهج الروح إلا بحلاوة سلام النفس وصدق الحب للحبيب.. ولاتستمر رغبة الحياة إلا بشفاعة السلام والتسليم بحب الله والرسل والدين والوطن والآخر! التفاؤل إذن هو البوابة الواسعة الرحيمة التي فتحها الله لنا نحن المصريين بعد ثورتنا المباركة المتفائلة هذه، حدث هذا حين ذكّرنا الله بحق بقوله "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" بعد أن خلصنا من غمة النظام السابق، وألقي بسلطته الظالمة وسلطانه الجائر إلي ظلمة القاع المظلم حيث نهايته العادله هو وأبنائه ومعاونيه ومستشاريه ممن ضللوا الأمة، فأضلوا أنفسهم قبلنا، وممن نهبوا منا قبل ثرواتنا.. نهبوا تفاؤلنا، وضحكاتنا، وأحلامنا الرومانسية ، وإبداعاتنا الفردية! والآن.. وبعد سقوط الطغاة.. فأنا أريد أن أحاكمهم علي جريمة سرقة أحلامنا وأحلام شهدائنا، وبتهمة اختلاس أمانينا وأماني أبنائنا، والاستهزاء بإبداعاتنا وإبداعات أولادنا، والأهم أنني أريد أن أحاكمهم بجريرة وأد تفاؤلنا وتفاؤل شبابنا، وهي جريمة مروعة، جريمة تتعلق باحتكار رزقنا من التفاؤل، واختصاص أنفسهم وأولادهم وأحفادهم فقط به - أو هكذا اعتقدوا - فتمادوا وجاروا وظلموا، حتي ألهم الله شباب مصر وثوار 52 يناير مرة أخري بفضل صدق محاولتهم لتغيير مافي قومهم من ابتلاءات بإيمانهم وعملهم وأيديهم وأرواحهم طريق النصر، ومد يده إليهم برزق التفاؤل.. نعم التفاؤل الذي منحهم الثقة في النفس رغم خطورة التصدي، ومنحهم الإحساس بقدرتهم علي الانتصار رغم توحش العدو، ومنحهم تبصر ضوء الفجر رغم ظلمة ليل البغي، لقد انتصر المتفائلون.. وهزموا فلول المتشائمين! لقد استرددنا تفاؤل الوطن، وابتسمت مصرالبهية واستعادت أحلامها من جديد، ولم يعد أمامنا بعد هذه اللحظة التاريخية الملهمة من حياة مصرنا الجديدة، إلا أن نسجد شكرا لله، وأن نستهدي به خطانا نحو مصر المستقبل.. ودون تشكك أو تشكيك.. بل باستلهام تفاؤل ثوارنا.. واستقدام تضحيات شهدائنا.. وتعظيم قدراتنا.. وإلقاء لحظات تشاؤمنا للأبد خلف ظهورنا ! مسك الكلام .. سقط حزب التشاؤم. انضموا ل"حزب التفاؤل المصري".. أحدث حزب تحت التأسيس!