بعد مرور ما يقرب من ثلاثة أسابيع علي وفاته أقامت أسرة الفنان عدلي رزق الله حفلا لتأبينه بقاعة الكحيلة، والذي تضمن معرضا لما يقرب من 15 عملا فنيا جديدًا متنوع المساحات، صاحبتها موسيقي موتسارت الرائعة التي كان رزق الله يعشقها. ميراث رزق الله جاء ميراثا حيا من الأعمال الفنية النابضة بروحه المحبة للحياة، ملكا لورثة كثر من الأصدقاء وأبنائه الذين تبناهم علي مدار حياته، من أكثر ما يميز هذا التأبين أنه تخلي عن مظاهر الحزن والبكاء المبالغ فيها، عملا بوصية رزق الله في أن يكون العزاء بجاليري يعرض لوحاته وأعماله وألا يحزن الناس الذين أسعدهم طوال حياته بأعماله المشعة بالتفاؤل والحب، كذلك بمشاركتهم حياتهم بكل ما فيها من تفاصيل إنسانية عديدة، فالكل رغم حزنه الوقور حاول أن يتماسك ويتجاوز غيابه الجسدي عن القاعة وعن أعماله، لكن سرعان ما خرجت مشاعر حزنهم وأحيانا بكائهم مع كلماتهم التي أعلنوها وسجلوها علي شريط الفيديو الخاص بالأسرة. السيدة عائشة أبو النور إحدي الأصدقاء المقربين للفنان الراحل والتي تروي أن صداقتهما بدأت منذ 15 عاما، في زيارتها لمرسمه بالمسافرخانة مع صديقتها لتري لوحاته التي خطفتها وأجبرتها علي العودة مرة أخري بعد أسبوع، ثم اقتنائها بعضًا من لوحاته التي تصفها بأنها قد سكنتها، تقول: من الصعب أن تغادرك لوحة رزق الله لما فيها من شفافية وروحانية صادقة، وحسب تحذير رزق الله لها من أن لوحاته ستطرد اللوحات الأخري بمنزلها، وهو ما حدث معها فعليا، وأكدت أبوالنور في نهاية رثائها أنه باق وحي بيننا وداخلنا بأعماله الفنية الشفافة وكتاباته المميزة. أيضا من أصدقاء الفنان الراحل الإعلامية بثينة كامل التي تعرفت إليه أثناء عملها مع المجلس القومي للأمومة والطفولة، وصفت أعماله الفنية بأنها راقية جدا وخاصة وجريئة، وعلاقته بالأطفال كانت هامة جدا لأنه أنتج من خلالها مكتبة غزيرة جدا للأطفال، وتناشد "كامل" أن يستمر مشروع رزق الله التنموي للطفل علي أن تتبناه الدولة أو أية مؤسسة جادة تستوعبه وتقدمه بالشكل المطلوب كما كان يخطط له، وشاركت كامل هذه الأمنية السيدة مني زلط وهي صديقة عمر للراحل لما يقرب من 45 عاما والتي أكدت علي نشاطه وحماسه ومساعدتها في مشروعها التنموي لفنانات أخميم رغم مرضه في السنوات الأخيرة، ووصفته بأنه صعيدي أصيل وخلاق ومبدع. تحدث الناقد أيمن حامد عن تطور علاقته مع رزق الله من لقاء صحفي عابر إلي ملازمة مستمرة له بكل مكان تقريبا وتسجيل لكل ما يقوله الراحل، ليتعلم منه ومن حكمته وحبه واحترامه للحياة، فيقول حامد إنه كان إنسانًا وفنانًا مختلفًا ومؤثرًا في كل من حوله. أما الفنان عبد الرحيم شاهين فتحدث قائلا: رزق الله قامة فنية مهمة في الحركة التشكيلية المصرية، رغم أنه ظلم في مصر لوفائه الشديد لقناعاته ورؤاه طوال الدرب، فهو علامة فنية حقيقية وفارقة وصاحب مدرسة وتجربة حقيقية، وهو باق بإنسانيته وسيرته وكتاباته وقبلها فنه. واختتم الكلمات الشاعر شعبان يوسف الذي لايزال يشعر بروحه موجودة وباقية، فهو كان قريبا منه جدا في أيامه الأخيرة، والتي كان يعاني فيها الكثير من الآلام والوحدة.