اعتبر وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أن الرد الروسي علي الضربة الأمريكية علي مطار الشعيرات العسكري السوري »مخيب جدا للأمل» وذلك بعد ساعات من اعتبار روسيا الضربة بمثابة »عدوان» علي سوريا ومسارعتها إلي تعليق اتفاق مع واشنطن يرمي إلي منع وقوع حوادث بين طائرات البلدين في الأجواء السورية. من جانبه اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الأمريكي دونالد ترامب بمساعدة المجموعات »الإرهابية» في سوريا. وبدون أن يسمي ترامب قال روحاني في خطاب بثته قناة إيرانية أمس »هذا السيد الذي تولي السلطة في الولاياتالمتحدة ادعي أنه يريد مكافحة الإرهاب لكن اليوم كل المجموعات الإرهابية في سوريا احتفلت بعد الهجوم الأمريكي». وأضاف »إذا كان ما تقولونه صحيحا عن الرغبة في مكافحة الارهاب فلماذا كان أول عمل هو مساعدة الإرهابيين؟ لماذا هاجمتم الجيش السوري الذي يحارب الإرهابيين؟». وطلب روحاني تشكيل »لجنة مستقلة بوجود دول محايدة حول الهجوم الكيمياوي المزعوم في إدلب لأن سوريا لا تمتلك بحسب الأممالمتحدة أسلحة كيمياوية». ورأي روحاني أنه بعد »العدوان» الأمريكي علي سوريا يجب علي إيران »الاستعداد لكل الاحتمالات» وقال: »لا نعرف ما يعده القادة الأمريكيون الجدد للمنطقة». وحذر من أن الضربة الأمريكية قد تؤدي إلي تصعيد التشدد في المنطقة. في المقابل قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنه إذا اقتصر التدخل الأمريكي في سوريا علي الضربة الصاروخية فإنه سيكون »تدخلا تجميليا غير كاف» مشددا علي ضرورة إزاحة الأسد عن السلطة. وأضاف أوغلو أن العملية الأكثر مثالية هي »حل سياسي يؤدي لحكومة انتقالية يقبلها جميع السوريين ويليها انتخابات يمكن للسوريين في الداخل والخارج التصويت فيها». من جهة أخري أعربت 7 دول من أمريكا اللاتينية عن قلقها من تصاعد العنف في سوريا »وأدانت بقوة الاستخدام غير الآدمي للأسلحة الكيماوية في هذا البلد ضد المدنيين خاصة الأطفال». وفي بيان مشترك أصدرته وزارة خارجية المكسيك حثت الأرجنتين وتشيلي وكولومبيا والمكسيك وباراجواي وبيرو وأوروجواي كل الأطراف المعنية وبينها الدول صاحبة التأثير في المنطقة بممارسة »أقصي درجات التعقل» في سوريا. ودعا البيان الأطراف المعنية لتجنب تصعيد التوتر في سوريا والتوصل لحل سياسي للصراع تحت إشراف الأممالمتحدة. ولم يشر البيان للضربات الصاروخية الأمريكية لكنه قال إن خطوات لمنع انتشار الأسلحة الكيماوية يجب أن تتم بمساندة »المجتمع الدولي بأكمله» بما يتسق مع القانون الدولي. من جانبه قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن المملكة تري أنه »لا حل عسكريا في سوريا» مؤكدا ضرورة إجراء حوار أمريكي روسي لتسوية النزاع. وأوضح الصفدي في مقابلة مع التليفزيون الأردني أن بلاده تريد حلا سياسيا يقبله السوريون ويعيد إلي سوريا الأمن والأمان. واعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الضربة الأمريكية »رد» من الولاياتالمتحدة علي الهجوم الكيماوي وقال إنه يجب »مواصلتها علي المستوي الدولي في إطار الأممالمتحدة إذا أمكن بحيث نتمكن من المضي حتي النهاية في العقوبات علي الرئيس السوري ومنعه من استخدام الأسلحة الكيمياوية مجددا وسحق شعبه». وأضاف أولاند »هناك اليوم إمكانية أيضا لبدء مفاوضات والسماح بانتقال سياسي في سوريا». وطالب أولاند ب»آلية لتحديد المسؤولية» عن هجوم إدلب »في أقرب وقت ممكن من أجل المعاقبة» وأضاف أن »كل الدول وخصوصا تلك التي تستمر في دعم الأسد تتحمل المسئولية».