بدأت روسيا أمس أولى خطوات الرد على الضربة الجوية التى أمر بها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ضد قاعدة «الشعيرات» السورية. ففى موسكو، صرح فياتشيسلاف تروخاتشوف رئيس جهاز الإعلام التابع للأسطول الروسى فى البحر الأسود بأن بلاده أرسلت الفرقاطة «الأميرال جريجوروفيتش» المزودة بصواريخ «كاليبر» إلى مياه البحر المتوسط لتنضم إلى مجموعة السفن الحربية الروسية المرابطة هناك، وأضاف أن الفرقاطة غادرت البحر الأسود إلى البحر المتوسط، متوجهة إلى سواحل سوريا. وأشار الخبير العسكرى الروسى إيجور كوروتشينكو إلى أن الرد الروسى على قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتوجيه ضربة عسكرية لمطار «الشعيرات» سيتمثل فى توطيد وتعزيز الدعم الروسى لسوريا الذى يتضمن ترميم وتطوير ما تملكه سوريا من أنظمة الدفاع الجوي. وفى الوقت ذاته، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس إن الضربة الأمريكية التى استهدفت قاعدة الشعيرات لا علاقة لها بمحاولة معرفة حقيقة استخدام الأسلحة الكيميائية فى إدلب. وأضافت زاخاروفا أن الولاياتالمتحدة طالبت بتحقيق فيما يتعلق بتلك المعدات، والطائرات التى ضربت خان شيخون، وبعد ذلك شنت ضربة على نفس تلك المعدات، التى ترغب فى عمل دراسة بشأنها. حيث بادرت بتعزيز الدفاعات الجوية السورية، فى الوقت الذى أعلن فيه ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكى أنه سيسافر إلى موسكو بعد غد الثلاثاء من أجل إقناع روسيا بالعدول عن قرارها بوقف اتفاق السلامة الجوية فى الأجواء السورية. وكان فلاديمير سافرونكوف نائب المبعوث الروسى لمجلس الأمن قد أكد أمام الاجتماع الطارىء للمجلس أمس : «ندين بقوة الأعمال الأمريكية غير المشروعة، عواقب هذا قد تكون بالغة الخطورة على الاستقرار الإقليمى والدولي». على صعيد آخر، ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية « واس » أن الرئيس الأمريكى أجرى اتصالا بالعاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز لإطلاعه على «تفاصيل» الضربة الأمريكية فى سوريا. وأضافت الوكالة أن الملك سلمان «هنأ» ترامب على «هذا القرار الشجاع الذى يصب فى مصلحة المنطقة والعالم». وكانت السعودية أولى الدول الخليجية التى أعلنت جميعها، باستثناء سلطنة عمان، تأييدها للضربة الأمريكية فور وقوعها. وفى طهران، اتهم الرئيس الإيرانى حسن روحانى نظيره الأمريكى بمساعدة الإرهابيين فى سوريا. وقال روحانى بدون أن يسمى ترامب إن «هذا السيد الذى تولى السلطة فى الولاياتالمتحدة ادعى أنه يريد مكافحة الإرهاب، لكن اليوم كل المجموعات الإرهابية فى سوريا احتفلت بعد الهجوم الأمريكي». وأضاف أنه «إذا كان ما تقولونه صحيحا عن الرغبة فى مكافحة الإرهاب خلال حملة الانتخابات الرئاسية، فلماذا كان أول عمل هو مساعدة الإرهابيين؟ لماذا هاجمتم الجيش السورى الذى يحارب الإرهابيين؟» وطلب روحانى تشكيل «لجنة مستقلة بوجود دول محايدة حول الهجوم الكيميائى المزعوم لأن سوريا لا تمتلك، حسب الأممالمتحدة، أسلحة كيميائية». ورأى الرئيس الإيرانى أنه بعد العدوان الأمريكى على سوريا، يجب على إيران «الاستعداد لكل الاحتمالات»، مشيرا إلى أنه «لا نعرف ما يعده القادة الأمريكيون الجدد للمنطقة». وفى عمان، صرح وزير الخارجية الأردنى أيمن الصفدى بأن المملكة ترى بأن «لا حل عسكرى فى سوريا»، مؤكدا ضرورة إجراء حوار أمريكى روسى لتسوية النزاع. وقال إن الأردن «تعامل مع الضربة الأمريكية» فى سوريا على أنها «رد محدود مرتبط بالهجوم الكيميائي». وتابع أنه»لا نريد على حدودنا منظمات إرهابية، لا نريد داعش ولا نريد النصرة، وبنفس السياق أيضا لا نريد منظمات طائفية ومذهبية تزيد الأزمة المشتعلة».