كتب احمد عبدالحميد: أكدت لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب ان قرار إسرائيل بطرد عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة الغربية يعني تشريد أكثر من 07 ألف فلسطيني في أوسع وأكبر عملية تطهير عرقي يشهدها التاريخ المعاصر. جاء ذلك في بيان أصدرته اللجنة في ختام اجتماعها أمس لمناقشة تداعيات الأمر.. وأشار البيان إلي ان القرار الإسرائيلي يمثل تحديا صارخا لإرادة المجتمع الدولي في ظل المحاولات المستمرة من قبل إسرائيل لتغيير ديموجرافية القدس تارة والضفة الغربية تارة أخري وتتزامن مع عمليات التهويد مع الاستيطان كل ذلك في ظل صمت مريب وخطير من المجتمع الدولي وتواطؤ وتخاذل أمريكي واضح في دعم السياسة الإسرائيلية الهمجية التي تستهدف ابتلاع الوطن الفلسطيني بأكمله. وأيدت اللجنة الموقف الرسمي للخارجية المصرية الرافض للقرار وتساند قرارات الجامعة العربية في إدانته ودعوة الفلسطينيين لمقاومته والمطالبة بسرعة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان لرفض وإلغاء القرار غير الشرعي. ودعت اللجنة الأمة العربية كلها مطالبة بتحرك إقليمي ودولي واسع وسريع لوقف تنفيذ هذا القرار وغيره من الإجراءات الإسرائيلية وإعادة النظر في الخيارات العربية تجاه عملية السلام والنزاع العربي الإسرائيلي برمته. وجددت اللجنة النداءات للفلسطينيين لسرعة التوحد والتضامن وإعلاء المصلحة القومية لنبذ الخلافات التي تعد أهم العناصر التي تشجع إسرائيل علي التمادي في غيها. وأكد اللواء سعد الجمال رئيس اللجنة ان القرار الإسرائيلي يأتي في إطار حزمة من القرارات التعسفية الإسرائيلية ضد أبناء فلسطين في ظل صمت مريب من المجتمع الدولي خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية وعدم اتخاذ موقف جاد ضد الممارسات الإسرائيلية. مشيرا إلي ان النداءات الأوروبية نحو التوجه إلي مجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان لن تجدي في ظل الدعم الأمريكي غير المحدود إلي إسرائيل. وأشار الجمال إلي ان الخلاف العربي العربي والانقسام الفلسطيني ساهم في تسارع الخطي الإسرائيلية تجاه الحرب علي غزة والتهويد واقتحام المسجد الأقصي واستمرار سياسات الاغتيالات وكل الإجراءات المتعنتة من جانب إسرائيل. من جانبه أوضح السفير محمد مصطفي كمال مساعد وزير الخارجية للشئون البرلمانية ان هناك تحركا مصريا مكثفا لمواجهة تداعيات القرار الإسرائيلي حيث أصدرت وزارة الخارجية بيانا لإدانة الإجراءات الإسرائيلية، كما تم إجراء اتصالات مكثفة مع مختلف القوي الفاعلة وذلك بالتزامن مع وجود وزير الخارجية أحمد أبوالغيط في واشنطن للمشاركة في قمة الأمان النووي حيث التقي مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون وبحث معها آثار القرار الإسرائيلي. وأكد السفير هشام سيف الدين مدير شئون فلسطين بوزارة الخارجية ان التطورات الأخيرة تؤكد انه مما لاشك فيه اننا مقبلون علي مرحلة ضبابية في ظل التصرفات الإسرائيلية. مشيرا إلي انه كلما اقتربت مسألة حسم قضية الدولة الفلسطينية زاد التعنت الإسرائيلي. وأوضح سيف الدين ان القرار الإسرائيلي يكرس للفصل الديمغرافي بين الضفة وغزة. مشيرا إلي ان الإدارة الأمريكية للرئيس أوباما تفكر في مقترحين لحل القضية في المستقبل وعلي رأسهما الاتجاه إلي مجلس الأمن لإنشاء الدولة الفلسطينية أو فرض مبادئ لحل سياسي للصراع بين الجانبين.. وهناك تأييد أوروبي نحو الاتجاه إلي مجلس الأمن في حالة استمرار التعنت الإسرائيلي. وقال النائب عبدالمنعم سعودي ان إسرائيل لن تستجيب لأي جهود دولية لإعادة السلام والاستقرار إلي المنطقة وعلينا التحرك بجدية تجاه مجلس الأمن لاستصدار قرار مع ضمان عدم استخدام الفيتو الأمريكي. وأشار إلي ان إسرائيل لديها مخطط لتصدير أزمة غزة إلي مصر وعلينا التعامل بجدية تجاه ذلك وهو أمر واضح من التحرك المصري لأن القضية خطيرة وتمس أمننا القومي. وقال النائب كمال أحمد: إن الأمة العربية لا يوجد لديها بديل آخر. وأن الأمة العربية لا تملك إلا الصبر ولا يوجد لديها سوي الضغط المدني.