سحابة من الدخان تنبعث من محطة فوكوشيما رقم »3« أعلن رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان أن حكومته في حالة استنفار قصوي لتفادي وقوع كارثة بيئية قي محطة فوكوشيما النووية وذلك بعد اكتشاف تسرب بلوتونيوم في الأرض وإشعاعات في مياه البحر. وأقر كان خلال اجتماع للبرلمان أنه لا يزال من غير الممكن "التكهن" بما سيحصل وأن حكومته "ستتصدي للمشكلة ". وأضاف: لا يمكننا أن ننفي انه أسيء تقدير خطر وقوع تسونامي إلي حد كبير. وعلي صعيد الخسائر الاقتصادية، قال "كان" ان حكومته لن تستبعد أي خيارات لتغطية نفقات الاعمار بما في ذلك زيادة للضرائب او تعليق العمل بخطط لخفض ضريبة الشركات في البلاد. وبنيت محطة فوكوشيما دايشي (رقم 1) قبل أكثر من 40 عاما في منطقة معرضة للزلازل علي ساحل المحيط الهادئ علي بعد 250 كلم من العاصمة طوكيو. وتعرض رئيس الوزراء الياباني لانتقادات لاذعة خلال جلسة البرلمان بسبب طريقته في معالجته الكارثة التي سببها زلزال تسونامي ضربا المنطقة الساحلية في شمال شرق اليابان قبل اكثر من اسبوعين. وحمل النائب المعارض يوسوكي ايسوزاكي بشدة علي كان لعدم اصداره اوامر لتوسيع منطقة الاخلاء حول المحطة المنكوبة من 20 الي 30 كيلومترا. وفاقمت المأساة في المجمع الذي يضم ستة مفاعلات نووية محنة اليابان بعد الكارثة المزدوجة التي خلفت أكثر من 28 ألفا بين قتيل ومفقود. من جهتها، قالت شركة طوكيو الكتريك باور (تبكو) التي تتولي تشغيل المحطة ان اثار البلوتنيوم -وهو منتج ثانوي في التفاعلات الذرية ويستخدم ايضا في القنابل النووية- عثر عليها بمستويات منخفضة في خمسة اماكن في المحطة. ويعتقد خبراء ان بعض البلوتنيوم علي الاقل ربما جاء من قضبان الوقود المنضب في فوكوشيما او بسبب اضرار لحقت بالمفاعل رقم 3 وهو الوحيد الذي يستخدم البلوتنيوم في خليط الوقود به. وتقول اليابان ان انصهارا جزئيا لقضبان الوقود داخل المفاعل رقم 2 ساهم في زيادة مستويات الاشعاع. وتتعرض المياه الارضية والجوفية ومياه البحار المحيطة بمحطة فوكوشيما مستويات كبيرة من التلوث الاشعاعي المتسرب من المحطة. في سياق متصل، رصدت الفلبين نسبة بسيطة من الاشعاع في الجو ناجمة عن محطة فوكوشيما الا أن معهد الابحاث النووية الفلبيني قال انها لا تمثل خطرا علي المواطنين. وكانت واشنطن قد اكتشفت أول أمس آثار اشعاعات ضعيفة في شمال شرق الولاياتالمتحدة اتية من اليابان، مؤكدة ان هذه الاشعاعات ليس لها اي خطر علي الصحة. وفي الصين، أعلن مسئول رفيع أن بكين أجرت بعض التغييرات في سياساتها حول الطاقة النووية، حيث من المحتمل أن تقلص من طموحها في بناء بعض المفاعلات الجديدة. ويزور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليابان خلال الأيام المقبلة، في بادرة لإظهار تضامن مجموعة العشرين "G20 الذي يرأسها حاليا. في غضون ذلك، اعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو ان الوكالة تقترح عقد مؤتمر عالي المستوي عن الامن النووي في فيينا بحلول الصيف المقبل، في محاولة لاستخلاص العبر من كارثة فوكوشيما. في سياق آخر، أقر البرلمان الياباني أمس ميزانية بقيمة 1.1 تريليون دولار للسنة المالية التي تبدأ أول ابريل لكن الحكومة ستواجه صعوبة في نيل الموافقة علي مشاريع قوانين بشأن الانفاق.
