تواصلت أمس مفاوضات السلام بين الحكومة والمعارضة السوريتين في جنيف غداة تفجيرات دامية استهدفت مقار امنية واودت بحياة العشرات في حمص ودفعت بدمشق إلي اعادة طرح »مكافحة الارهاب» كأولوية علي جدول اعمال المحادثات. ورغم دخول المفاوضات يومها الرابع، لم يبدأ حتي الآن في جنيف أي بحث متعمق بين الأطراف المعنيين بالمفاوضات، ولا زالت تلك الاطراف تدرس جدول الاعمال الذي من المفترض الاعتماد عليه في المحادثات. واعتبر مبعوث الأممالمتحدة للسلام في سوريا ستيفان دي ميستورا إن الهجمات الانتحارية التي استهدفت مراكز امنية امس الاول محاولة متعمدة لتخريب محادثات السلام في جنيف في حين تبادلت الأطراف المتحاربة الاتهامات. جاء ذلك قبل ساعات من لقاءه وفداً من »منصة القاهرة»، المؤلفة من شخصيات معارضة ومستقلة بينها المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد المقدسي، ووفد »منصة موسكو» التي تضم معارضين مقربين من روسيا ابرزهم نائب رئيس الوزراء الاسبق قدري جميل. ومن المتوقع ان يقدم دي ميستورا للوفدين الورقة التي عرضها قبل يومين علي وفد الحكومة السورية ووفد المعارضة المنبثق عن الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة والفصائل. من جهة اخري ، اعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري وحلفاءه حققوا تقدما مفاجئا أمس قرب حلب، في مناطق كان يسيطر عليها تنظيم داعش في شمال غرب سوريا مع انسحاب التنظيم المتشدد بعد هزيمته في مدينة الباب علي يد مسلحي معارضة تدعمهم تركيا يوم الخميس الماضي. وبالتقدم صوب الشرق في منطقة تقع إلي الجنوب من الباب امتدت سيطرة الجيش السوري إلي 14 قرية واقترب لمسافة 25 كيلومترا من بحيرة الأسد الواقعة خلف سد الطبقة المقام علي نهر الفرات. وبانتزاع السيطرة علي منطقة جنوب الباب من يد داعش يمنع الجيش أي تحرك محتمل من تركيا وجماعات المعارضة التي تساندها للتمدد صوب الجنوب ويقترب من استعادة الهيمنة علي إمدادات المياه لحلب. وقال المرصد السوري إن القتال في المنطقة مستمر حيث حقق الجيش وحلفاؤه تقدما.