رغم أزمة السكر التي نعانيها منذ فترة ولانزال يظل بحق وحقيق اللي بني مصر كان في الأصل حلواني والله يرحمك يا عمنا سيد حجاب الذي وافته المنية قبل أيام. كلمات الراحل سيد حجاب الرائعة والتي كانت تترا لمسلسل ناجح وشهير هو بوابة الحلواني اختلطت باللحن الشجي الراحل بليغ حمدي لتنتج قطعة فنية تجسد في كل عصر وحين أصالة وجمال وخفة دم المصريين والأهم من ذلك انتماءهم لوطنهم الذي ليس له مثيل بدليل صبرهم تجاه ما يواجهنا من تحديات اقتصادية واجتماعية تنوء عن حملها الجبال. بعد دقائق قليلة من مباراة منتخبنا القومي مع نظيره المغربي الملقب بأسود الأطلسي انشقت الأرض وخرج المصريون في أفراح حتي الصباح لم يتخلف صبي ولا كهل ولا فتاة الكل في الشوارع حاملين الأعلام هاتفين باسم مصر وسادت أغنية يا حبيبتي يا مصر كل الأرجاء لتتحول مصر كلها إلي كورال احتفالا بانتصار الفراعنة وبلوغهم نصف النهائي في كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا في الجابون. مع كل مباراة يلعبها منتخب مصر تجد الشعب كله ولا يتخلف أحد في الشوارع بعد كل انتصار.. تري الجميع في مراكز الشباب التي اكتظت بالمصريين عن آخرها لمشاهدة المباريات في ظل حقوق البث الحصري التي تمتلكها اللي ماتتسماش بي إن سبورت. كل هذه الاحتفالات التي يطلقها المصريون بعد كل انتصار رياضي يجعلنا نفكر جديا في ضرورة عودة الجمهور للملاعب بشروط تضمن استقرار المسابقة وعدم تكرار كوارث عانينا منها طويلا وحرمتنا من أبسط الأشياء وهي أن نشاهد مباراة كرة قدم أيام الجمعة ولا أدري لماذا نتمسك حتي الآن بعدم إقامة مباريات في هذا اليوم الذي تجتمع فيه الأسر المصرية. كل يوم تثبت الأيام والوقائع أن انتماء المصري لأرضه ووطنه بلا حدود فهذا هو الدكتور هشام عاشور مدير أكبر مستشفيات ألمانيا والذي رفض التنازل عن جنسيته المصرية مقابل الجنسية الألمانية. سمعته يقول إنه دافع عن حقه في الاحتفاظ بجنسيته المصرية أمام القضاء الألماني وناقشه القضاء فقال إنه ابن حضارة عمرها أكثر من سبعة آلاف عام وبتنازلي عن جنسيتي أحس بأنني عار.. والله برافو عليك يا إتش. هشام عاشور ليس وحده بل كل المصريين هذا الرجل بدليل أي مصري يعيش في الخارج عندما يهاتفك يباغتك بمقولة: وحشاني يا مصر وعندما تسأله عن السبب يعجز عن الرد لكنه يقول: وحشاني بشوارعها المكتظة بمعيشتها البسيطة حتي حفر الشوارع. أري هذا الحب الكبير الذي يحمله المصريون لوطنهم مدخلا مهما لربط علمائنا في الخارج بأرض الوطن وعلينا التفكير بجدية وبأفكار مبتكرة تلائم العصر بما يتيح لهم خدمة وطنهم وقضاياها دون أن يفقدوا مواقعهم في الخارج والتي اكتسبوها بالجهد والعرق بل والتحدي فالغربة كربة كما يقول المأثور الشعبي. وسط هذا الزخم والشعور الوطني أدعو الله تعالي أن يوفق منتخبنا للفوز في مباراة قبل النهائي في مواجهة مع بوركينا فاسو وأن يعبرها بفوز مستحق للمباراة النهائية والعودة بكأس البطولة وعندها ستصل فرحة المصريين إلي قمتها في وقت عزت فيه الأفراح. وسط انشغال الرئيس بمباحثات مع قادة أفارقة أثناء وجوده في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا حرص علي مشاهدة الشوط الثاني من المباراة وأشاد بالأداء الرجولي للاعبي منتخبنا.. ونرجو الله أن تتكرر تهنئة الرئيس في المباراة القادمة ثم المباراة النهائية والعودة بكأس البطولة. يا سلام يا عم سيد حجاب والله وقلبت علينا الوطنية وأنت تقول: بندق ندق بوابة الحياة بالإيدين قومي قومي.. قومي افتحي لولادك الطيبين.. اللي بني مصر كان في الأصل حلواني وعشان كده مصر يا ولاد حلوة الحلوات.. وادي وبوادي وبحور وقصور ومواني.. توحيد وفكر وصلاة.. تراتيل غنا وابتهالات.. وكل ده في مصر يا ولاد حلوة الحلوات.. اللي بني مصر كان حلواني يا ولداه اسمه علي بوابتها لازال ولا زايل.. ساعة الهوايل يقوم قايل يا بلداه.. يا بلداه وييجي شايل هيلا هوب شايل حمولها ويعدل المايل. رحم الله لسان الشعب الشاعر الكبير سيد حجاب وأفسح له جناته.