تتميز الخرسانة المسلحة بالألياف الزجاجية «جي آر سي»، بأنها أكثر مقاومة للتآكل وللظروف الجوية الخارجية من حرارة ورطوبة كما أنها أكثر صلابة ومقاومة للكسر والضغط من الخرسانة العادية، إضافة الي أنها عازلة للحرارة والصوت ومقاومة للحريق ولتسرب المياه، وتتكون من الأسمنت والرمل مضافاً إليها الألياف الزجاجية المقاومة للتشققات، وتقوم بانتاج هذه الخرسانة ماكينة تعمل بكارت ديجيتال ولكن ظهرت لهذه الماكينة الكثير من العيوب التي تؤدي الي تعطلها مما ينتج عنه توقف العمل بالمصانع لحين استيراد قطع غيارها التي لا تتوافر محليا.. وهذا ما دفع الباحث المحاسب مجدي شرف الي ابتكار ماكينة جديدة تتلافي هذه المشكلات، كما انها تنتج كمية من الGRC تبلغ خمسة أضعاف ما تنتجه الماكينة القديمة ومزودة بلوحة كهربائية و»تايمر» ويمكن للعمالة حتي غير المدربة العمل عليها.. حول المزيد من التفاصيل عن ابتكاره حدثنا شرف في الحوار التالي.. ما فكرة الماكينة الجديدة وكيفية عملها؟ - الفكرة عبارة عن ماكينة GRC and GRB لتكون الاولي في استخدام مادتي GRC وGRB معاً في ماكينة واحدة لزيادة الإنتاج وتقليل التكلفة. أعطال كثيرة ما الفرق بين هذه الماكينة وبين الماكينة القديمة المستخدمة حاليا؟ - الفرق أنه يعالج مشكلة تقنية خاصة بالماكينة القديمة جي أر سي GRC التي تعمل بنظام كارت ديجيتال للتشغيل مما يؤدي لأعطال كثيرة لحين استيراد قطع غيارها من الخارج بأسعار خيالية حيث لا تتوافر قطع غيارها محليا، فضلاً عن تعطل المصنع ربما لأكثر من شهر لحين الاستيراد.. أما الماكينة المبتكرة فهي تعمل بنظام ماكينة جي أر سي وماكينة جي أر بي وهوالبوليستر المسلح بالألياف الزجاجية وبذلك تم إدماج عدد 2 ماكينة للتشغيل في ماكينة واحدة لتحقيق طفرة في الصناعة وتوفير ثمن الماكينة الأخري. متي تم تنفيذ الماكينة؟ وهل تحتاج الي عمالة ذات مواصفات خاصة للعمل عليها؟ - تم تنفيذ الماكينة منذ ثلاث سنوات وتم زيادة الإنتاج من طن الي 5 أطنان يوميا والماكينة صممت لتتناسب مع طبيعة العمالة المصرية العادية أوأي عمالة غير مدربة لتعمل عليها مما يقلل من أعطال الماكينة. ما المميزات الفنية للماكينة الجديدة؟ من أهم المميزات الفنية أنها مزودة بلوحة كهرباء بضوابط للوقت (تايمرات) وعدد 2 موتور وبستم لزيادة الإنتاج، وللحصول علي كمية أكبر وتوفير الوقت تم تصميم الماكينة بحيث تعمل بلا توقف حيث يكون هناك وعاء جاهز للصب في الماكينة وآخر يعمل بالماكينة وكذلك تصنيع المسدس «وهومسدس تقطيع الفايبر» في مصر بجودة عالية تفوق المستورد وهومسدس بداخله أمواس لتقطيع الفايبر جلاس لكي يخرج من المسدس ومعه الخرسانة ليمتزج الاثنان معاً وتزويد الماكينة بموتور هزاز لهز المونة فوق الماكينة وإجراء تعديل علي حامل مسار الخراطيم الخرسانة والهواء مما ييسر نقل الماكينة لأي مكان وتم ادخال تعديل علي الحلزونة الخاصة التي كانت تستورد من الخارج. وما المجالات التي تستخدم فيها تلك الماكينة ؟ - ماكينة جي أر سي المبتكرة تستخدم في جميع الأعمال الإنشائية التي تستخدم فيها الخرسانة المسلحة وفي الواجهات المعمارية بأي أبعاد وأشكال لجميع أنواع الإنشاءات من فنادق ومدارس ومصانع والمباني الجاهزة لخفة وزنها وقوة صلابتها والماكينة زودت الإنتاج من 1 طن إلي 5 أطنان وتستخدم منتجات جي أر سي في ألواح الواجهات الخارجية للمباني والأعمدة والتيجان ومظلات للشمس أفقية وعمودية وأسقف مستعارة وقباب داخلية وخارجية وأقنية للري والصرف وقوالب دائمة لصب الأسمنت وأنابيب مقواة بدون استعمال الفولاذ وصناديق لتوصيل وتوزيع المياه لانها مادة غنية جدًا، بدأنا في تصنيع أشياء كانت تصنع بالمعادن من قبل، مثل: «أعمدة نور، أغطية بلاعات، أكشاك وكرفانات، أبواب مصفحة، كسوات خارجية للبناء، غرف مانعة لانتشار التلوث والبكتريا، مرسي مراكب البحر»، حيث انها مادة ضد الأملاح والأحماض، وسوف نبدأ في تصنيع مواسير الصرف والمجاري المائية كترع صغيرة وحمامات سباحة، بالإضافة إلي تنكات خاصة لشركات الأدوية والبترول. ما أهم المشروعات التي تم استخدام ماكينة ال جي أر سي فيها؟ - تم استخدام الماكينة في العديد من المشروعات مثل المحكمة الدستورية العليا، مجمع النيابات بالتجمع الخامس، فندق جولي فيل بالأقصر، أكشاك حراسة نادي الطيران المدني، تعلية المباني الإدارية بوزارتي الكهرباء والداخلية، تعلية فندق سوناتا، تعلية مدارس ملك هيئة الأبنية التعليمية، امتداد المتحف المصري بالتحرير، وحاليًا يتم إنشاء مبني النائب العام بالقاهرة الجديدة ومطار 6 أكتوبر، ولم يتم افتتاحه، فجزء كبير منه من الجي أر سي وأكثر شيء في القاهرة هوتعلية المباني، حيث نستطيع القيام بتعلية خفيفة تصل إلي ثلاثة أدوار فوق أي مبني غير قابل للتعلية. استخدامات زراعية هل من الممكن الاستفادة من تلك الماكينة في المشروعات الزراعية ؟ يمكن فعلا استخدامها في الزراعة فهي تقوم بتبطين الترع والجسور لتقليل فاقد المياه وكذلك الصناعة لتبطين الأنفاق والمناجم وكذلك في المباني بعمل مبان ذات أشكال معمارية فريدة من نوعها كذلك تقوم بتصنيع الفيلات بنظام الحوائط الحاملة بدون حديد تسليح.. والماكينة لديها القدرة لتوفير أكثر من 20 الف منتج مختلف لتقوم عليها صناعات كثيرة تخدم الاقتصاد القومي. ما الصعوبات التي واجهتك أثناء تنفيذ هذا الابتكار؟ - أهم الصعوبات التمويل حيث قمت بتمويل هذه الماكينة علي حسابي الخاص وقمت بتنفيذ أول ماكينة وهي تعمل حتي الان، ومنذ ثلاث سنوات تقدمت الي الصندوق الاجتماعي لطلب قرض لعمل أول مصنع ماكينات في مصر لإنتاج الماكينة وتم توجيهي من قبل الصندوق الاجتماعي إلي حاضنات التبيين وهومكان عبارة عن 9 زمتار مسطح بالله عليكم كيف يقام مصنع لإنتاج الماكينات في هذا المكان وقمت بدفع الإيجار لمدة سنة كاملة وأكثر، فكيف يتم إعطاؤنا مكانا تابعا للصندوق ويستغرق عاما اوأكثر من عام لاستخراج التراخيص الخاصة به.. عراقيل استخراج الأوراق وخلافه هي مضيعة للوقت وإهدار للمال وهي سبب في هروب المشاريع الناجحة خارج مصر بسبب عدم مساعدة الصندوق في تنفيذ هذه المشاريع اوالنظر إليها بأنها مشاريع قومية تدر علي البلد عملة صعبة وأملنا التصدير وكفاية السوق المحلي وتركت حاضنات التبيين بعد دفع ايجار لمدة عام دون الاستفادة من هذا المكان الذي لا تتعدي مساحته 9 أمتار لعجزي عن انهاء اجراءات ترخيص هذا المكان لعمل اول مصنع لماكينات الجي ار سي في الشرق الأوسط بل في العالم بعد زيادة إنتاجية الماكينة من 1طن الي 5 أطنان وبعد كل ذلك نتساءل: لماذا تهرب العقول الي الخارج؟ المركز الأول ما الجوائز التي حصلت عليها ؟ - الابتكار حصل علي المركز الأول في معرض القاهرة الدولي الثاني للابتكار الذي أقيم بقصر البارون إبان العام الماضي متفوقا علي جميع مبتكرات الجامعات المصرية الحكومية والخاصة وجميع المراكز القومية للبحوث وجميع مؤسسات المجتمع المدني المشاركة بالمعرض والماكينة بتطبيقاتها المبتكرة . ما أحلامك؟ - بناء اول مصنع ماكينات في مصر بل في العالم بعد زيادة الإنتاج بها والتعديل عليها لتصبح مصر رائدة في تصنيع هذا النوع من الماكينات بذلك نوفر عملة صعبة للبلد ونقوم بعمل مصانع صغيرة علي هذه الماكينة فهي تنتج 20 ألف صف مختلف في جميع المجالات وكل ماكينة توفر عملا لعدد 10 عمال وبذلك فهي تدعم الاقتصاد القومي وتقلل من البطالة وتجذب الاستثمار من الخارج إلي مصر ولقد عرض عليّ مستثمر عربي تنفيذ هذا الابتكار خارج مصر وأرسل لي الدعوة ورفضت تنفيذ هذا المشروع خارج مصر لان مصر في أمس الحاجة لكل عقل وكل مخترع فهي تعتبر منتجا جديدا لماكينة مطلوبة في التشييد والبناء وهوعصب الاقتصاد في العالم ولكون المنتج جديدا في السوق ستكون الماكينة بلا منافس في السوق كما اتمني تنفيذ جميع ابتكاراتي علي ارض مصر.
