جيهان عبد العزيز .. مشروع محل لبيع الملابس تزوجت مثل غيرها من بنات سنها، لم تكن تحلم بفارس الأحلام الذي سيأتي ليأخذها علي حصانه الأبيض ويطير بها إلي مدينة الأحلام.. كانت أقصي أمنية لها ان تتزوج من رجل يستطيع ان يعيش معها في سعادة وامان.. كان الستر هو غايتها المنشودة، تزوجت من شاب ارتاحت له وشعرت انه هو الشخص الذي من الممكن ان تكمل معه حياتها، تزوجت وعاشت معه في سعادة غامرة، كان زوجها كما تقول جيهان علام يعاملها بكل حب وحنان، وكان يبذل كل ما في وسعه من أجل توفير كل متطلبات أسرته، رغم ضيق اليد الذي كان يعاني منه، حيث انه كان يعمل سباكا، رزقها الله بمولود كان أشبه بالبدر في ليلة تمامه، فرحت به كثيرا واعتبرته عوضا لها من هذه الدنيا، ثم رزقهم الله بمولود آخر ثم الثالث، ثم الرابع، فأصبح لديهم حمل ثقيل وعبء أكبر.. ولأن الأطفال وهم صغار يحتاجون كثيرا إلي الأطباء كان زوجها، يعيش في مأساة كلما تعب احد من أطفاله الصغار، خاصة انه ليس معه أموال لكي يذهب إلي الأطباء، وكانت الزوجة تتجه فورا إلي والدها الذي كان يسرع معها إلي الطبيب ويعطيها أموالا لشراء الدواء.. سارت الحياة علي هذه المنوال وكبر الأطفال وكبرت مشاكلهم وهمومهم، وفجأة تعب الزوج تعبا شديدا واكتشفت الزوجة وقتها الفاجعة بالنسبة لها، وهي اصابة زوجها بمرض خطير في مراحل متقدمة، وساءت أحوال الأسرة كثيرا، وتدهورت أحوالهم خاصة بعد ان أصبح الزوج غير قادر علي العمل، وأصبحت الأسرة بدون عائل، ظلت الأحوال تسوء شيئا فشيئا، حتي توفي الزوج واسودت الحياة في وجه الزوجة وأولادها الأربعة، وأصبحت بلا عائل. حاولت ان تنسي كل شيء، الهم والحزن والفقر، ولا تفكر سوي في أولادها، عاشت في دوامة وحيرة، تريد ان تعمل لتنفق علي أولادها، وفي نفس الوقت تريد ان ترعي ابناءها، مرت الأيام ودارت السنين، والفقر كاد ان يطبق علي انفاس الزوجة، إلي أن دلها أهل الخير إلي ليلة القدر لمساعدتها علي انقاذ أسرتها.. جاءت تحمل همومها فوق كتفها تستعطف القلوب وتتمني الا تخذلها جمعية مصطفي وعلي أمين.. وبالفعل قررت ليلة القدر مساعدة سامية ب10 آلاف جنيه لتكون مصدر رزق لها ولأولادها الأربعة بعمل مشروع لبيع الملابس المستعملة. مخلص عبدالحي