تزوجت مثل غيرها من بنات سنها، لم تكن تحلم بفارس الاحلام الذي سيأتي ليأخذها علي حصانه الأبيض ويطير بها الي مدينة الاحلام.. كانت اقصي امنية لها ان تتزوج من رجل يستطيع ان يعيش بها في سعادة وأمان.. كان الستر هو غايتها المنشودة، تزوجت من شاب ارتاحت له وشعرت انه هو الشخص الذي من الممكن ان تكمل معه حياتها، وعاشت معه في سعادة غامرة، كان زوجها كما تقول مديحة محمد يعاملها بكل قسوة وعنف وكان دائما ما يتهرب من مسئوليات بيته المادية، رزقها الله بمولود كان اشبه بالبدر في ليلة تمامه، وبالفعل اسموه بدر فرحت به كثيرا واعتبرته عوضا عما تلاقيه مع زوجها، كانت دائما تلجأ إلي والدها ليساعدها، ولأن الأطفال وهم صغار يحتاجون كثيرا إلي الأطباء كان زوجها يرفض الذهاب بابنه الي الطبيب إذا ما تعب واصيب بأي مرض وكانت تتجه فورا إلي والدها الذي كان يسرع معها إلي الطبيب ويعطيها أموالا لشراء الدواء، وفي كل مرة كان الأب يأخذ منها هذه الأموال بحجة شراء الأدوية لابنها وكان يضيعها في الهواء ولا يشتري الأدوية، سارت الحياة علي هذا المنوال وكبر الطفل وكبرت مشاكله وهمومه، وفجأة تعب الطفل تعبا شديدا وذهبت به الي والدها واخذها الي الطبيب واكتشفت وقتها الفاجعة بالنسبة لها وهي ان طفلها مصاب بعيب خلقي في القضيب ويحتاج الي اصلاح فوري قبل ان يتفاقم ويسبب له مشاكل مستقبلية جسيمة، وقتها هرب زوجها من المسئولية كعادته ولكن هذه المرة خرج ولم يعد، ذهب بدون رجعة، خرج علي رأسه ولم يعرف أحد مكانه ولم يرجع الي البيت مرة اخري، متنصلا من مسئوليته تجاه ابنه وزوجته، وكالعادة ايضا لم تجد مديحة ظهرا لها سوي والدها الذي يعمل بوابا، واخذت ابنها وذهبت للعيش عنده وعلمت بعد مرور الأيام ان زوجها تزوج من اخري، نست كل ذلك ولم تتذكر سوي عملية ابنها بدر، هذه العملية تتكلف 7 آلاف جنيه وهي لا تملك منهم شيئا ساعدها اهل الخير واستطاعت تدبير ألفي جنيه ومتبق 5 آلاف اخرين.. دلها اهل الخير الي اسبوع الشفاء لانقاذ ابنها، جاءت تحمل بدر علي يديها تستعطف القلوب وتتمني ألا تخذله جمعية مصطفي وعلي أمين وبالفعل قرر اسبوع الشفاء المساهمة بخمسة آلاف جنيه ليستطيع بدر اجراء الجراحة واستكمال حياته بشكل طبيعي.