في البداية تحدث الشيخ بلال جبريل عبد الله «عضو مجلس الشعب السابق واحد عقلاء قبيلة الحمودات» عن وضع السياحة قائلا: السياحة الخارجية في معظم دول العالم تمر بأزمات بسبب الإرهاب ولكن في الوقت الراهن سيوة محظوظة في هذه السنوات الأخيرة فهي دائما ماتذكر في الإعلام كما ان الرئيس دائما ما يذكرها بالإضافة الي اختيار المحافظ الأمثل مما وضعنا علي الخريطة التنموية في مصر بشكل خاص ومحافظة مطروح بشكل عام. ويضيف جبريل: جلست مع الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما كان وزيرا للدفاع وطلبت منه بعض المطالب لواحة سيوة، وبالفعل تحققت بشكل فوري، من مصنع ملح كبير يليق بسيوة بالإضافة الي حل ازمة تسويق الزيتون في تلك الفترة، فقد اعطي اوامره بأخذ 850 طن زيتون من الواحة للقوات المسلحة، وعن الجانب الدعائي والتسويقي للمعالم الاثرية لواحة سيوة اكد جبريل ان هناك نقصا في الجانب التسويقي والدعائي لسيوة، وهو الامر الذي يتطلب تضافر كل الجهود من قبل الحكومة والمجتمع المدني والجمعيات حتي نعطي سيوة حقها فنحن لدينا مصنع بلح يعد الأكبر في الواحة، وسيتم الإعلان عن فتحه خلال الشهور القليلة القادمة مضيفا بأن سيوة لديها استقرار ليس موجودا في اي دولة من دول العالم ،فقبل ذلك كانت سيوة لاينقطع عنها السياح اما الآن فتأتي علي استحياء ولكن السبب في ذلك عوامل كثيرة منها الإعلام وغياب المجتمع المدني. واشار عضو مجلس الشعب السابق بأن تكاتف الجميع لن تكون هناك مشاكل ولكننا نحب الكلام كثيرا ولا نعمل فعلي سبيل المثال السوريون حينما قدموا الي مصر رغم الحرب هناك الا انه اثبت كفاءة في العمل واجتاحوا محافظة مطروح في شتي المجالات، لذلك يجب علي الشباب ان يفيقوا فالدولة لن تفعل لك كل شيء، وعن السلبيات الموجودة في المجتمع السيوي اكد بلال ان التروسيكل المنتشر في الواحة شيء سلبي بالفعل مثله مثل التوك توك في القاهرة، اما عربات الكارو المنتشرة في الواحة فهي لاتشوه المنظر الجمالي مثل التروسيكل ولكنها تعتبر عادة من عادات المجتمع السيوي ومنظر من مناظر الجذب للحياة داخل سيوة. طريق الموت وأوضح جبريل بأنه في الآونة الأخيرة هناك عمل في محافظة مطروح سنربح منه بشكل كبير خلال الفترة القادمة من مصانع المياه والطرق الجديدة مثل طريق جغبوب وطريق الواحات ومصنع التمور ب6 خطوط انتاج والكهرباء حيث تم دخول محطتين كهرباء الي الخدمة ولكن هناك بعض السلبيات مثل الطريق الرابط بين مطروح وسيوة فاول 70 كيلو من الطريق تعاني من الاهمال حيث ان الطريق غير ممهد خاصة وانه الطريق الوحيد المؤدي لواحة سيوة وعليه ضغط كبير، وفي شهر يوليو القادم سيتم البدء في ترميمه كما سيتم ازدواجه وفقا لتعليمات المحافظ. واكد جبريل ان سيوة ستأخذ نصيب الأسد في الفترة القادمة فأنا كعضو مجلس شعب سابق وبالتعاون مع الاهالي رفضنا عمل طبقة الاسفلت للطريق المؤدي لسيوة والطرق الداخلية، واشترط اصلاح الطرق بدخول شبكة الصرف الصحي اولا الي الواحة، فمشروع الصرف الصحي كان من المفترض ان يتم البدء في انشاء الشبكة عام 2002 وان يتم الانتهاء منها عام 2008، وحتي الان لم يتم بناء سوي 27 % من الشبكة.. واوضح جبريل انه تم رصد 250 مليون جنيه مؤخرا من محافظة مرسي مطروح لاستكمال شبكة الصرف، ويتضمن استكمال المشروع استغلال مياه الصرف ومعالجتها بالتعاون مع خبراء كوريين. وعن امنيات المجتمع السيوي اكد بلال جبريل بانه يتمني تمكين الشباب في المراكز القيادية، كما ينبغي علي الشباب العمل ثم العمل وعدم التحدث فقط فنحن دائما نعلق شماعة الفشل علي الآخرين فسيوة اخذت اهتمام القيادة السياسية فنحن هذا العام قمنا بالحصول علي الموافقة علي بناء 5 مدارس ووضع المحافظ حجر الأساس لها. ويري الشيخ حمزة منصور «رئيس المجلس المحلي السابق بسيوة وعضو اللجنة الدائمة لإدارة المياه» ان هناك مشكلة في سيوة هي الاكبر علي الاطلاق في المجتمع السيوي وتمثل ازمة كبيرة، وهذه المشكلة هي الصرف الزراعي موضحا ان ازمة الصرف الزراعي مشكلة حقيقية لم تحل حتي الآن، فكانت الزراعات في البداية محدودة والبرك محدودة وهي الاماكن التي يتم فيها تجميع مياه الصرف الزراعي حتي جاءت فترة السبعينات وفكرة الخباط وهي زيادة مساحة الزراعات والآبار الأهلية التي حفرت بأيدي الأهالي التي ورثوها من ابائهم واجدادهم حتي زادت الآبار بشكل كبير الي ان تدخلت الدولة وقالت انها ستلغي الآبار الأهلية وستقوم بحفر ابار تابعة للدولة. من هنا بدأت ازمة الصرف الزراعي تطفو الي السطح كما يقول منصور مضيفا انه مع حفر الابار الجديدة بدأت المياه المتدفقة في الزيادة عن معدلها الطبيعي في الوقت ذاته البحيرات والبرك التي تستقبل مياه الصرف مساحاتها محدودة، ومع زيادة مياه الري اصبحت تلك البرك او البحيرات عاجزة عن استقبال مياه الصرف الزراعي لدرجة جعلت مياه الصرف تعود مرة اخري الي الاراضي الزراعية. اختفاء محاصيل ويستطرد منصور قائلا: عرضنا المشكلة علي الرئيس الاسبق مبارك وقتها وطلبنا نقل المياه الزائدة في البحيرات والبرك الي مسار او واد آخر، وهذا سيتطلب تكلفة كبيرة مما جعل الدولة ترفض هذا الاقتراح مقترحة حل التبخير عن طريق حصر المياه في البركة وتبخيرها بمفردها.. واضاف باننا اعترفنا بالتخصص وكان هناك جهودا مبذولة فبدأوا بعمل نظام لغلق الآبار بعد فشل نظام التبخير وجلسنا كشيوخ قبائل ومجلس المحلي للمدينة وقررنا ردم الآبار الزائدة وتكاتف شيوخ قبائل سيوة وبعض المسئولين وقمنا بحصر جميع الآبار لتحجيم هذه الآبار وجاءت بنتائج ممتازة ولكن فوجئنا بمشكلة اخري. فكما يؤكد عضو لجنة ادارة المياه بانه خلال العامين الماضيين فوجئنا بأن الآبار التي حفرتها وزارة الري بدأت بالتملح وعددها37 بئرا وجفت بعض المزارع بسبب ملوحة المياه وجفاف بعض الآبار ، مؤكدا ان هذه الأزمة تسببت في بوار 3 الاف فدان كما خفضت من انتاجية المحاصيل وترتب عليها ايضا ان هناك محاصيل لم تعد موجودة وكانت تشتهر بها واحة سيوة مثل البرقوق والعنب والمشمش بالإضافة الي قلة انتاجية البلح والزيتون وذلك بسبب تعفن جذور النباتات وهذا ينذر بكارثة. وعن سبب ملوحة مياه الآبار يؤكد منصور ان وزارة الري حفرت الآبار علي اعماق كبيرة للغاية مما تسبب في ملوحة المياه والتي ادت الي حرق وموت المحاصيل وأشجار الزيتون. ويشير منصور ان هناك حلقة مفقودة داخل وزارة الري لحل الازمة، فحاليا الازمة تديرها جهتان هما ادارتا الصرف والري في وزارة الري، وكل جهة تتبرأ من عملها متسائلا: لماذا لا يتم توحيد الإدارتين ويتم توحيد الإختصاص كما نأمل في مشروع المليون ونصف المليون فدان الذي سيتم تنفيذ جزء منه علي مقربة من الواحة ان يتم خلط المياه الزائدة بالابار الجيدة التي سيتم حفرها من اجل المشروع وبذلك نقلل من مشكلة المياه الزائدة. واضاف منصور بأنه مع استقرار الأوضاع الأمنية سينعكس الوضع تماما، فهناك وصلة ستربط بين الواحة وليبيا وهناك وصلة ثانية من سيوة الي العلمين كما هناك طريق آخر يتم انشاؤه حاليا بين سيوة والواحات وسيتم الانتهاء منه خلال الِشهور القليلة القادمة وكل ذلك سيحيي الأرض الزراعية وسيعطي فرص عمل للشباب وسينقل مجتمعات اخري الي سيوة واتمني كرسي لسيوة في مجلس النواب فنحن مركز بعيد كل البعد عن محافظة مطروح بالإضافة الي اننا لنا خصوصية وعادات وتقاليد خاصة ومختلفة تماما عن مطروح بالإضافة الي بعد المسافة بين سيوة ومطروح.. ويشكو الباش محمد الباش 40 سنة انه يعاني من مشكلة نقص مياه الشرب داخل واحة سيوة فعلي حسب قوله «الميه بتيجي يوم وبتقطع يوم وعندما اشتكينا للمسئولين ردوا وقالوا سيتم انشاء خط 20 بوصة لان الخط الحالي سمكه 8 بوصة».. أما عيد اسماعيل 62 سنة احد السيويين يتحدث قائلا: اعاني من البطالة وعدم توافر العمل، فبعد توقف السياحة منذ 7 سنوات انخفضت الايدي العاملة في الواحة مشيرا انه لا يمتلك اية اراض زراعية ويبحث عن عمل من اجل توفير العيش. زراعي وصحي اما حنان سعد بائعة خضار بواحة سيوة فأوضحت انها جاءت من محافظة سوهاج وتزوجت في سيوة وهي تعاني من مشكلة الصرف الصحي حيث انها تعتمد علي الطرنشات ولا تواجد لشبكة الصرف الصحي في الواحة كما انها تتمني التعيين في مستشفي سيوة المركزي حيث انها تعمل بعقد منذ 11 عاما موضحة ان هناك اشخاصا في المستشفي تم تثبيتهم. ويتفق معها علي حماد في مشكلة الصرف الصحي قائلا: مشكلة الصرف الصحي من اكبر المشاكل التي تواجه اهل سيوة، فقد اعلنت الحكومة في العقد الاول من الالفية الجيدة عن نيتها لادخال الصرف الي الواحة وحتي الآن لم يتم تنفيذ المشروع، وتوقفت المعدات عن العمل.. اما أحمد محمد علي 29 سنة ويعمل بأحد مصانع المياه في الواحة فيري ان المشكلة الاكبر التي تواجه الواحة هي الصرف الزراعي، فمعظم الفلاحين من اهل الواحة يعانون من النتائج السلبية لهذه المشكلة والتي انعكست علي الاراضي.