مطروح من عاطف المجعاوي: أشهر واحة مصرية تتعرض لمشكلة الغرق في مياه الصرف الزراعي الزائد عن حاجة الزراعة في سيوة تتدفق يوميا الآلاف من الأمتار المكعبة من مياه الآبار السطحية تهدر في الرمال. مما يهدد الواحة بالغرق نتيجة للاتساع الرهيب من برك الصرف التي زادت لتصل إلي10 أضعاف حجمها حيث إنها الحل الوحيد لتجميع مياه الصرف الزراعي, والتخلص منه عن طريق البخر! وقد أكدت جميع الدراسات التي قام بها الخبراء المصريون في الصرف والمياه الجوفية أن ارتفاع منسوب الماء الأرضي في سيوه يعود الي عدم كفاءة وفاعلية شبكة الصرف الزراعي هناك والتي تعاني من عدم انتظامها وكثرة المنحنيات بها وكثرة التعديات من الأهالي عليها سواء بالزراعة أو البناء, بالإضافة إلي وجود أكثر من200 عين طبيعية وأكثر من ألف بئر من الآبار السطحية التي حفرها الأهالي يدويا أو ميكانيكيا لاستغلالها في عمليات استصلاح الأراضي, وهذه الآبار والعيون تتدفق مياهها إلي سطح التربة24 ساعة يوميا, مما يؤدي إلي ارتفاع منسوب الماء من الأرض بالواحة وزيادة مساحة بحيرات الصرف الكبري وهي الأماكن الطبيعية الوحيدة لتصريف المياه في الواحة. وقد قام خبراء وزارة الأشغال والموارد المائية في عهد الوزير الأسبق المهندس عبد الهادي راضي بوضع تخطيط متكامل لحل مشكلة ارتفاع منسوب الماء الأرضي بواحة سيوة بدأ تنفيذه منذ عام1996 ويقوم هذا التخطيط علي تقسيم واحة سيوة إلي قطاعات منفصلة تشمل مدينة سيوة والكاف والمراقي وخميسة وبهي الدين وقريشة وأبو شروق, وقد تم البدء بقطاع منطقة سيوة الذي يعد أكثر المناطق تضررا, نظرا لانخفاض الأراضي وارتفاع مناسيب المياه الأرضية حتي وصلت في بعض الأماكن إلي40 سنتيمترا تحت سطح الأرض. وقد قام محافظ مطروح السيد أحمد حسين بزيارة لواحة سيوة, استمع فيها لشكاوي المواطنين من الصرف الزراعي بالواحة, وقام بنقل تلك المشكلة إلي الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الذي أعطي توجيهاته للدكتور محمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية والري بضرورة سرعة حل تلك المشكلة المزمنة, خاصة أن الواحة تشهد حاليا نهضة سياحية كبري, بالإضافة إلي مشروعات زراعية استثمارية صديقة للبيئة. وفي زيارة خاصة لواحة سيوة استغرقت6 ساعات قام الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية والري بالتأكيد علي أن إنشاء الآبار الجوفية العشوائية غير المرخصة وراء مشاكل الصرف الزراعي التي تعاني منه الواحة, وأن برك الصرف التي هي عبارة عن4 منخفضات أو برك كبري والتي كانت تشغل مساحة لا تتعدي من5 إلي6 آلاف فدان ارتفعت الآن إلي47 ألف فدان من المياه المهدرة, وأنه يوجد حاليا مساحات كبيرة من زراعات النخيل والزيتون التي تشتهر بها واحة سيوة والواحات الصغيرة التابعة لها مهدرة بسبب مشاكل الصرف الزراعي, وعلي مسئوليته أكد الوزير أنه سيتم حل مشكلة الصرف الزراعي بواحة سيوة خلال عام.