«لن يستطيع أي أحد، خصوصا الارهابيين أن يمنعنا من حياتنا الطبيعية».. هذه العبارة التي تتردد علي شفاه الأوروبيين بصفة عامة والفرنسيين بشكل خاص هي العامل النفسي الإيجابي الذي يستعد من خلاله الجميع وسط تحديات كبيرة لإقامة بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم علي ملاعب مدن فرنسا خلال 116 ساعة وتحديدا في الفترة من 10 يونيو الجاري وحتي 10 يوليو المقبل. وأمام ما شهدته الأشهر الماضية في أعقاب الأحداث الإرهابية التي شهدتها فرنسا العام الماضي وراح ضحيتها 130 شخصا وما حدث لاحقا في الهجمات علي مطار بروكسل ومحطات مترو الأنفاق ببلجيكا العام الحالي تعالت بعض الأصوات مطالبة بإلغاء البطولة بسبب هذه التهديدات المستمرة لضرب أهداف في جميع انحاء أوروبا. ولم تتوقف التحذيرات من هجمات إرهابية محتملة حتي الماضي القريب بعدما حذرت الولاياتالمتحدةالأمريكية رعاياها من السفر إلي دول الاتحاد الأوروبي وفرنسا بالذات حتي شهر أغسطس القادم بسبب معلومات تلقتها المخابرات الأمريكية عن احتمال وقوع هجمات يرتب لها تنظيم داعش. وفي الوقت نفسه، حذر روب وينرايت رئيس وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول) وكذلك مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية في ألمانيا من أن البطولة قد يجري استهدافها بهجوم إرهابي من قبل تنظيم داعش. ولأن البطولة القارية الأشهر والأقوي علي مستوي العالم والتي انطلقت لأول مرة 1960 من البطولات التي لا يمكن إلغاؤها أو تأجيلها نظرا لتأثير ذلك المحتمل علي الاقتصاد بشكل كبير، وما بين ظهور أفكار أخري بين إقامة المباريات بدون جمهور أو بأعداد محدودة، انتفض مسئولو الحكومة الفرنسية مؤكدين أن شبح الإرهاب لن يدفعهم لايقاف عجلة الحياة. الحكومة الفرنسية أعلنت أنها ستستقبل جماهير أوروبا بشكل عادي في الوقت الذي تم فيه اتخاذ تدابير أمنية غير مسبوقة للخروج بهذا الحدث الرياضي الكبير إلي بر الأمان وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن ما يقارب من100 ألف من رجال الأمن من القطاعين العام والخاص ورجال الإسعاف والإطفاء سيكونون مكلفين بتأمين البطولة الأوروبية بالاضافة إلي نشر آلاف من كاميرات المراقبة في الشوارع ومحطات القطار والأوتوبيس وحول الاستادات بالاضافة إلي إجراءات التأمين التي تتخذها المطاعم والمقاهي في محاولة لمنع استغلال تواجد أعداد غفيرة للقيام بهجمات إرهابية مؤثرة. ولا تتوقف أزمات فرنسا قبل أيام قليلة من انطلاق البطولة علي شبح الإرهاب فقط حيث تشهد فرنسا حاليا موجة من الاضرابات والاحتجاجات علي قانون العمل الجديد حيث دعت الحكومة الفرنسية لإنهاء الإضراب في قطاع السكك الحديدية، واعتبرت عزم طياري شركة إير فرانس علي التوقف عن العمل أمر غير مسؤول. وتهدد الاضرابات في السكك الحديدية بتقليص خدمات النقل خلال بطولة كبري يعتقد أنها ستجذب حوالي 2.5 مليون مشجع أغلبهم من خارج البلاد. ويقود الاتحاد العام للعمال في فرنسا إضرابات في الشركات الحكومية لتشغيل القطارات ومصافي للنفط ومحطات لإنتاج الطاقة النووية، في محاولة لإجبار الحكومة علي التراجع عن تعديل في قوانين العمل من شأنه تسهيل تعيين وإقالة العاملين. وزادت حالة الطقس المتقلبة في فرنسا خلال هذه الفترة من صعوبة المهمة وضرب الضباب الكثيف العاصمة باريس وسط هطول الأمطار الغزيرة وشهدت الأيام الماضية حالة غير مستقرة للطقس حتي أن باريس لم تشهد هذه الظروف بعد غلق معظم المتنزهات علي طول نهر السين في باريس بسبب غرقها في مياه الأمطار التي وصلت إلي حد الفيضانات.