تتخذ فصائل المعارضة السورية المسلحة استعدادات لشن هجوم علي كل من دمشق وحلب بينما دعت روسيا إلي وقف اطلاق النار لمدة 72 ساعة اعتباراً من يوم غد بين النظام السوري والمعارضة في داريا والغوطة الشرقية حيث تواصلت المعارك رغم إعلان هدنة هشة في 27 فبراير الماضي. وأكد مجلس الأمن الروسي أن سوريا لن تصبح أبدا «أفغانستان ثانية» بالنسبة لموسكو، مشيراً إلي أن العملية الروسية في سوريا تجري وفق «خطة عسكرية دقيقة». وقال يفجيني لوكيانوف نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي إن العمليات العسكرية المشتركة للجيشين السوري والروسي أدت إلي تصفية 28 ألف مسلح من «داعش» و»النصرة»، من أصل 80 ألف إرهابي، أي 35% منهم، ملفتاً إلي أن عمليات التحالف الدولي (بقيادة الولاياتالمتحدة) المستمرة منذ عامين أدلت إلي تصفية 5 آلاف إرهابي فقط. ودعا مدير مركز التنسيق الروسي في سوريا سيرجي كورالينكو فصائل المعارضة السورية مجدداً إلي الانسحاب من المناطق الخاضعة لسيطرة «جبهة النصرة»، وأشار كورالينكو - حسبما ذكر بيان لوزارة الدفاع الروسية - إلي أن المجموعات المسلحة في الغوطة الشرقية وفي أحياء من دمشق نظمت صفوفها وأعادت التسلح وتستعد لشن هجوم. وفيما يتعلق بحلب، قال كورالينكو إن «جبهة النصرة» حشدت ستة آلاف مسلح لشن هجوم علي نطاق واسع لتطويق القوات الحكومية المنتشرة في المدينة. في غضون ذلك، طلب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من نظيره الروسي سيرجي لافروف حض النظام السوري علي الوقف الفوري لضرباته الجوية ضد «قوات المعارضة والمدنيين الأبرياء» في حلب وفي محيط دمشق. وحذرت وزارة الخارجية الأمريكية من أنه في حال استمر العنف سينهار اتفاق وقف الإعمال القتالية بشكل كامل. ودعت واشنطن الفصائل المقاتلة في سوريا إلي عدم التخلي عن الهدنة. مؤكدة أن ذلك سيكون خطأ استراتيجياً. في تلك الأثناء، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أعداد القتلي والمصابين جراء سلسلة التفجيرات التي استهدفت مدينتي جبلة وطرطوس الساحلتين في سوريا أمس الأول ارتفعت إلي 154 قتيلاً و300 مصاب. في تطور آخر، افتتح الأكراد السوريون الذين أعلنوا في مارس الماضي من جانب واحد إنشاء منطقة حكم ذاتي في شمال سوريا، مكتباً تمثيلياً في باريس التي لا تعترف بهم رسمياً بعد. وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية مراراً أن الممثل الشرعي والوحيد لسوريا بالنسبة إلي فرنسا هو «الائتلاف الوطني السوري» المنبثق عن المعارضة ولديه سفير في باريس.