هذا الفيلم ظل ممنوعا ومازال من العرض التليفزيوني منذ اكثر من 03 عاما.. وتحديدا منذ ان تولي حسني مبارك مقاليد الحكم كرئيس لمصر عقب اغتيال الرئيس الراحل انور السادات في حادث المنصة الشهير في بداية ثمانينيات القرن الماضي. الصدفة البحتة كانت وراء حجب الفيلم وعدم خروجه إلي النور عبر شاشة التليفزيون والفضائيات.. رغم ان احداثه تتناول قصة رومانسية ولا تتضمن اي افكار سياسية أو اعتراضات رقابية أو اخلاقية ولا تحمل تهديدا أو تكديرا للأمن العام، بل إن احداثه علي العكس من ذلك تحمل كل معاني الوفاء والبطولة والفداء والتضحية في ابهي صورها.. كل ذلك لم يشفع لخروج الفيلم من الظلمات ليظل قابعا داخل العلب في مكتبة التليفزيون دون ان يحظي كغيره من الافلام السينمائية التي يتم التعاقد علي حق عرضها علي الشاشة الصغيرة.. وكان وراء ذلك كما قلت الصدفة البحتة التي قادت كاتب هذه السطور إلي اكتشاف وجود الرئيس السابق حسني مبارك ضمن احداث الفيلم في دور قائد سرب طيران!! هذا الفيلم الذي يحمل اسم »وداع في الفجر« كان قد تم انتاجه عام 6591 وقام بانتاجه الفنان كمال الشناوي وبطولته ايضا امام شادية ويحيي شاهين وسراج منير وعبدالمنعم ابراهيم واخراج حسن الامام.. وتدور احداثه حول طيار شاب ينتمي إلي اسرة ثرية »الفنان كمال الشناوي« يثور علي التقاليد البالية ورغبات والده في تزويجه من عائلة كبيرة ويقرر الارتباط بمن احب قلبه وهي ابنة خادمته والتي جسدت دورها الفنانة شادية.. وفجأة يتم استدعاؤه باعتباره طيارا للاشتراك في حرب فلسطين وهناك يقع في الاسر ويصبح في عداد المفقودين. وكان قائده الذي يصدر التعليمات هو حسني مبارك الذي ظهر في لقطتين ضمن احداث الفيلم.. وكانت هذه المعلومة بمثابة مفاجأة لم يتوقعها استاذنا الكبير ابراهيم سعده رئيس تحرير اخبار اليوم في ذلك الوقت، واستفسر عن مدي امكانية الحصول علي صورة فوتوغرافية من احدي اللقطتين اللتين يظهر فيهما مبارك.. وقد كان وتم العثور علي الصورة المطلوبة من نسخة الفيلم نفسه بعد تحويلها إلي نيجاتيف.. لتعرف طريقها بعد ذلك إلي رئاسة الجمهورية وتصدر تعليمات عليا برفع الفيلم من الخدمة وعدم ادراجه علي خريطة العرض نهائيا.. ليظل قرار المنع ساريا حتي الآن وحتي اشعار آخر !