«لوزة» مع زوجها ورفيق مشوارها فى محو أميتها ظروف الفقر منعتها من التعليم، والدها كان مزارعا بسيطا، يكد ويعمل من أجل رعايتها هي وأشقائها حتي بلغت سن الرابعة عشرة وتزوجت ولكن القدر ابتسم لها بعد بلوغها الثالثة والعشرين من عمرها، عندما تم فتح فصول محو الأمية بالمنطقة، ووافق زوجها علي ان تلتحق بها، وكانت البداية التي لم يتوقعها أحد، فقد نجحت بتفوق وحصلت علي شهادة محو الامية ولكنها لم تقف عند هذه المرحلة فالتحقت بالمرحلة الإعدادية ثم الثانوية حتي حصلت علي البكالوريوس، ولم يكن طريق نجاحها مفروشًا بالورود كما يتخيل البعض، فقد تعرضت لمضايقات عديدة من قبل الكثيرين الذين استنكروا تعليمها بعد هذه السن الا ان ذلك زادها عزيمة واصرارا علي استكمال حلمها. صاحبة القصة هي لوزة كامل محمود شحاتة، ابنة قرية بني عدي، التابعة لمركز ناصر شمال بني سويف وتقول لنا: حرمني الفقر والعادات والتقاليد من التعليم وفي سن الرابعة عشرة ..تزوجت من محمد موسي موظف وظننت انها ستكون النهاية الا انني عرضت علي زوجي الالتحاق بمحو الامية بعد فتح فصول بالقرب من المنزل فوافق وساعدني حتي نجحت بتفوق ثم شجعني علي استكمال تعليمي فالتحقت بالمرحلة الإعدادية بمدرسة بني عدي وحصلت علي الشهادة بمجموع 88%، ثم التحقت بالمدرسة الثانوية بنات بناصر وحصلت علي الشهادة الثانوية بمجموع 71 % والتحقت بعدها بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة الفيوم وواظبت علي الحضور إلي الكلية من الفرقة الاولي حتي الرابعة حتي حصلت علي البكالوريوس بتقدير عام «جيد» ، وأنا حاليا في مرحلة تمهيدي ماجستير. حلم «لوزة» هو الحصول علي الدكتوراه في الأمومة والطفولة وتقول انني متزوجة منذ 24 عاما ولكن الله لم يرزقني بالاولاد، وأريد ان أكون مثلا أعلي لكل الطلاب أو الذين لا يجيدون القراءة والكتابة لاستكمال تعليمهم لأن العلم نور والجهل ظلام بحيث يفعلون مثلي ويتحدون كل الصعوبات من اجل تحقيق الهدف فأنا كنت لا أجيد القراءة والكتابة وأصبحت الآن في طريقي إلي الدكتوراه ولم تنس لوزة ان ترجع الفضل في نجاحها الي الله سبحانه وتعالي ثم زوجها الذي وقف بجوارها بوقته وماله وجهده حتي وصلت لأعلي مراتب التفوق، وتطلب مكافأتها من المجتمع وهي فرصة عمل تقديرا لمجهودها وتعبها واجتهادها في التعليم حتي تحولت من امية لاتجيد القراءة والكتابة الي حاصلة علي بكالوريوس الخدمة الاجتماعية.