يبدو أن الحدود بين المقاتل والكمبيوتر في مستقبل غير بعيد سوف تسقط تماما وإلي الابد! العسكرة المتنامية تدشن عصرا جديدا، يكاد يتوحد فيها مهام المقاتل مع دور التقنية في آخر طبعاتها. الأمر لم يعد يقتصر علي أسلحة تتجاوز أفلام الخيال العلمي، إلي كل التجهيزات المستمرة لحماية الجنود، وجعلهم يتحركون في الميدان تحت ستائر من الامان التام. البداية كانت مرتبطة بتطوير إمكانات المعدات والآليات من مدرعات وطائرات وغواصات، لكن المستقبل الذي بدأ الآن -وربما أمس بالتعبير الذي يروق الأمريكيين- أصبح يركز علي ان يكون الجندي مدججا بتقنيات تجمع بين الذكاء الفائق والفتك الشديد! الامان الذي توفره ملابس الجندي المقاتل في ساحات الحروب يتمثل في سترة وخوذة واقية من الرصاص، ليس لأنه يصعب اختراقها، ولكن لانها قادرة علي امتصاص طاقة الطلقات والشظايا، والأكثر إثارة للدهشة ان هناك بدلة قادرة علي توفير غطاء من التمويه والاخفاء مزودة بكاميرات تشوه الحقيقة، من خلال انعكاس صورة الاشياء الموجودة خلف الجندي باعتبارها أمامه، وتلك التي أمامه علي انها خلفه! وعلي ذكر ما يرتديه الجندي في ميدان الحرب المستقبلية، فانه سوف يرتدي شبكة كمبيوتر تمكنه من التقاط صور الأهداف المعادية وتسجيل وتبادل المعلومات، ومكونات الكمبيوتر تكون موزعة علي السترة، بينما الشاشة علي الخوذة، وازرار التحكم فوق السلاح. إلي جانب ذلك فان هناك درجة من الرفاهية توفرها ملابس يمكن التحكم في درجة حرارتها، لكن هل تكون الخطوة التالية هي الجمع بين كل هذه المزايا في زي واحد؟ ربما.. ومن السترة والخوذة إلي أطراف بيولوچية الكترونية تساعد الجندي علي زيادة قوة قدميه، وتجعله قادرا علي حمل اثقال هائلة، ويستطيع السيطرة علي تلك الاطراف من خلال جهاز يحمله فوق ظهره! وسوف يتوافر للمقاتل الاتصال بشبكة اقمار صناعية تمنحه القدرة علي تحديد الأهداف ومواقع الاعداء، والكشف عنها بالاعتماد علي اشعة الليرز، والتمييز بين الاعداء والأصدقاء وتحديد تحركاتهم، سيكون مزودا -أيضا- بطائرة استطلاع صغيرة- دون طيار بالطبع- يتم اطلاقها من فوق كتفه، ويتحكم في ادائها بالريموت كنترول حتي مسافة تصل إلي 01كم، وهي مزودة بكاميرا دقيقة ترسل صور الفيديو إليه حيث يكمن، كما انها مزودة بأجهزة استشعار لمعرفة مدي تزود العدو بأسلحة كيماوية أو بيولوچية! و.. و... وبالتأكيد فان ترسانات المستقبل تحمل المزيد من المفاجآت التي تكسر الحاجز بين المقاتل والكمبيوتر، تعظم من دور الثاني، لكنها لا تلغي مهام الأول، بل تمكنه من ادائها وقد حجمت من نسبة الخطأ إلي درجة الصفر! انها الحرب في زمن العولمة، عندما يتم تسخير التقنية العالية دائما لصالح السياسات العنيفة التي يتبناها تحالف غير مقدس بين أهل السياسة والقائمين علي الآلة العسكرية الصناعية -لاسيما في أمريكا وإسرائيل- ولا يعنيهم العواقب الوخيمة لأن تقتات الاجيال الجديدة من الأسلحة علي أرقي التقنيات، التي تغذي بدورها ساحات الحروب حتي لو استحالت حياة البشر إلي قطعة من الجحيم!