تصادف أن يتم ناديا الأهلي والزمالك وفي نفس التوقيت تقريباً التعاقد مع مدربين أجنبيين.. كانت ضربة البداية مع الاسكتلندي اليكس ماكليش وهو يتبع المدرسة الإنجليزية ليشغل منصب المدير الفني للفريق الأول بالقلعة البيضاء خلفاً لأحمد حسام ( ميدو ) الذي لم يستمر سوي لبضعة أسابيع، ثم كان الاتفاق مع الهولندي مارتن يول مديراً فنياً للقلعة الحمراء بمباركة من عبد العزيز عبد الشافي ( زيزو ) المدير الفني المؤقت ومدير قطاع الكرة بالأهلي.. ورغم أن تجربة كل من ناديي القمة مع المدربين الأجانب لم تكن مرضية في الفترة الأخيرة لأسباب متنوعة منها ما يعود بصورة أو بأخري علي المدرب أو علي إدارة النادي فإن التجارب أثبتت كما ذكرت في هذا المكان منذ عدة أسابيع أن المدرب الأجنبي هو الأكثر صلاحية وفائدة لناديي الأهلي والزمالك. إلي أن يتم إعداد كوادر مهنية جيدة قادرة علي تحمل المسئولية ومواجهة جماهير الأندية الكبري وسيظل استقدام مدربين من الخارج مطروحاً علي الساحة ومفروضاً علي الأجهزة الإدارية المسئولة بالناديين الكبيرين.. وقد صاحب استقدام الأهلي والزمالك للمدربين مارتن يول واليكس ماكليش حملة مضادة للناديين لتعاقدهما مع المدربين مقابل مرتبات مرتفعة تتجاوز عشرات الآلاف من الدولارات شهرياً في ظل أزمة العملة الأجنبية التي يعاني منها الاقتصاد العالمي بصفة عامة.. وحسم المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة الجدل في هذا الشأن بقوله أن الدولة لا يد لها في مسألة توفير رواتب المدربين وأن إدارة النادي هي المسئولة عن تدبير التمويل اللازم لاستقدامهم بما لها من مصادر تمويل متعددة، وأن وزارة الشباب لا يمكنها التدخل في عمل مجالس إدارة الأندية وجمعياتها العمومية هي صاحبة الحق الأصيل في المحاسبة.. ولا شك أن مسألة استقدام مدربين أجانب للأهلي والزمالك اصبحت من البديهيات والمسلمات في العقود الأخيرة وأري إنها دخلت في محاور سياسية أكثر منها رياضية لامتصاص رغبات جماهير الكرة العريضة التي تسعي إلي احتلال فرقها مواقع الصدارة محلياً وقارياً.. والانتقادات التي توجه إلي إدارة الناديين في هذا السياق تدخل في إطار محاولات الضرب تحت الحزام من بعض أصحاب المصلحة الذين يجدون من يروج لهم أفكارهم الخبيثة التي تسعي إلي إرباك خصومهم.. وإذا استعرضنا السيرة الذاتية لكل من المدربين سنجد انهما يتمتعان برصيد فني جيد في العمل مع عدد من الأندية الأوربية الكبري إلي جانب الشخصية القوية.. وهناك من يحاول أن يضع علامة استفهام حول علاقة المدرب الجديد بقائد فريق النادي الأهلي حسام غالي عندما كان يلعب لنادي توتنهام الإنجليزي وكان مارتن يول مديراً فنياً للفريق وكان أحد الأسباب الرئيسية وراء رحيل غالي من الدوري الإنجليزي بعد واقعة رمي اللاعب القميص الخاص به في وجه المدير الفني عقب استبداله في إحدي المباريات ، وأعتقد أن هذا الأمر لن يكون له أي تأثير لدي حسام غالي من ناجية أو مارتن يول لأن الملعب الاحترافي له قواعد ليس من بينها استمرار ∩ الغضب ∩ من موقف ما لأنه ضد طبيعة اللعبة.. ولا شك أن اتصال يول بحسام غالي قبل الوصول للقاهرة كان من أهم الأسباب التي رجحت كفة قبوله العمل بالقاهرة.. والمدربان يعرفان تماماً الآن طبيعة عملهما وما حجم المسئولية الملقاة عليهما.. قال ماكليش إنه يعلم أهمية نادي الزمالك في مصر وأن رئيسه لم يأت به للحصول علي المركز الثاني ولكن لتحقيق البطولات مع هؤلاء اللاعبين.. بينما يقول يول أن هدفه الأول هو الفوز بمسابقة الدوري الممتاز للموسم الحالي، وأيضا الفوز ببطولة دوري أبطال أفريقيا من ثم التأهل لكأس العالم للأندية.. وأعتقد شخصياً أن وجود هذين المدربين الكبيرين علي رأس الجهاز الفني في كل من الأهلي والزمالك سيعطي لمسابقات الكرة في مصر طعماً خاصاً ومثيراً وسيعود بالفائدة علي جميع الفرق التي لن تقبل أن تكون ∩ كومبارس ∩ للعملاقين كما تثبت التجارب ذلك تباعاً.. وأرجو أن لا نتعجل في الحكم علي المدربين في الأسابيع الأولي لهما رغم الآمال العريضة التي تعلقها عليهما الجماهير..