علي مدي التاريخ كانت مصر ومازالت مستهدفة من الإستعمار طمعاً في خيراتها وثرواتها وموقعها الجغرافي المتميز، فإحتلت من الإنجليز والفرنسيين.. ولم يكتفوا بذلك بل مضافاً عليهم إسرائيل في الإعتداء علي مدينة بورسعيد الباسلة عام 6591، وإعتداء إسرائيل علي مصر في 7691 ودعم الولاياتالمتحدة لهذه الإعتداءات الكارثية، خلفت هذه الحروب انتصارات حققها شباب مصر منهم الذين استشهدوا وعددهم بالآلاف علي مدي هذه المسيرة النضالية الرائعة والتي كان للجيش المصري دور بارز وكان للمقاومة الشعبية في حرب 6591 والعدوان الثلاثي الذي انقض علي المدنية بعدوانيته الشيطانية فكان لرجال المقاومة والجيش دور فذ عظيم وتركت هذه الحرب قصصاً واقعية ونموذجاً للتضحية والفداء والبطولة، وتكرر ذلك في حرب الإستنزاف 8691 حتي 0791 والتي توجت بالنصر العظيم في أكتوبر 3791، هذا التاريخ البطولي الوطني العظيم لم يوثق بشكل علمي منهجي يتاح للأجيال التعرف عليها والتعمق في دراستها لتصبح نموذجاً وعلامات قدوة مضيئة لهم عبر الازمنة في المستقبل، مضافاً إلي ذلك لم تحظ هذه الحروب المتوالية بأن تتناولها مجالات الفنون المختلفة وخاصة السينما والمسرح والموسيقي والفنون التشكيلية، وجاء هذا التجاهل أو عدم الالتفات الي أهمية ذلك علي بناء المشاعر والوجدان للمواطن منذ الصغير مضافاً إلي ذلك ثقافته وتعميق انتمائه، وكان ذلك بسبب تفتت وعزلة الحكومات علي مدي أكثر من ثلاثين عاماً وعشوائية الإدارة التي اعتمدت علي سياسة رد الفعل »والغرق في التفصيليات« وغياب المنهج العلمي وغياب الرؤية والمشروع القومي.. شاهدت وعايشت جميع الحكومات التي تشكلت منذ ثورة يوليو 2591 وحتي الآن، لا أتصور بأن تشكل حكومة جديدة ولا تقدم للشعب رؤيتها، ولا أتصور أن تأتي حكومة تلغي إنجازات الحكومة السابقة وهكذا تتوالي وتتوليَّ السلطة مقررات المجتمع الذي عاني عقوداً متصلة من الحروب.. التي أثرت علي تقدم مصر وتطورها وانهيار اقتصادها كلما بدأ ينهض وهذا ما تخططه الدول الاستعمارية لمصر، جاءت الثورة في 52 يناير 1102 لتكشف أن الأعداء ليسوا فقط من الخارج بل هناك أعداء للوطن من الداخل هم الفاسدون الذين نهبوا وسرقوا مصر، والخونة من الداخل الذين اعتدوا علي شباب الثورة وقتلهم ودهسهم تحت عجلات المصفحات واقتناصهم.. أعداء الثورة الذين استباحوا ثروة مصر وتركوا أكثر من نصف الشعب تحت خط الفقر، وعند إندلاع الثورة تفجرت طاقات فكرية وفنية وطرحت اقتراحات كثيرة في كيفية تكريم الشهداء وتخليد الثورة وفي حقيقة الأمر تفاعلت بكل طاقاتي وروحي مع الثورة ومبادئها عندما عشت في الميدان معهم يوماً كاملاً، وبدأت في وضع أفكار عن نصب تذكاري لتخليد الثورة وتكريم الشهداء. وسينشر قريباً بالصحف، ولكن أري من وجهة نظري من الضرورة طرح مسابقة بين الفنانين التشكيليين علي المستوي القومي.. علي أن يتم وضع فلسفة وشروط الطرح بدقة لأهمية المسابقة والمناسبة، وتشكل لجنة من كبار الفنانين والتخطيط العمراني والشخصيات العامة لإختيار الاعمال الفائزة، وأري بأن يقام عرض كتيب للأعمال المقدمة بقصر الفنون التابع لوزارة الثقافة ويعرض للجمهور قبل التحكيم.. مع أخذ رأي الجمهور من خلال استبيان استرشادي، وأتصور بأن هذه الأسلوب سيضمن المشاركة كعنصر فعال في بناء ديمقراطية سليمة تتسم بحرية الرأي تجاه المصلحة العليا للوطن، وهذه فرصة لنتدارك فيها سلبيات الماضي التي تجاهلت وهمشت شهداء نصر أكتوبر 3791 وأيضاً هشمت وتجاهلت الأبطال الأحياء منهم حتي الآن، وفي هذا الصدد أتخيل بأن المدن الكبري كالقاهرة والإسكندرية والسويس وبورسعيد والإسماعيلية والاقصر.... ألخ.