أهم ثمار ثورة 52 يناير للشباب ان نفتح حوارا وطنيا جادا وصادقا عن الشخصية المصرية منذ الجد الاكبر فرعون مصر وحتي اليوم.. فالعيب ليس في الحاكم ولكن في صفات الشخصية المصرية وطباعها.. ومن هنا جاء المثل الشعبي القائل »قالوا لفرعون اية فرعنك.. قال مالقيتش حد يردني«.. رد الفرعون يأتي في هذا العصر بالصدفة او عندما يفيض الكيل، ايا كان من يرده مجموعة من الضباط الاحرار بالقوات المسلحة، او رصاصة طائشة لاتعرف مصدرها جنون او ارهاب او سلوك عادل او سواء ردة قضاء الله بالموت او شباب لم يجدوا في النهاية بدا من التضحية بأنفسهم من اجل رفعة بلدهم. حكمتنا اسرة محمد علي وكان اخرهم الملك فاروق.. مولانا ومليكنا الذي يقبل يده الباشوات قبل عامة الشعب او الرعاع، ويدعو له الائمة من فوق المنابر وعندما اطاح به ضباط ثورة 32 يوليو، اصبح فاروق الشيطان الاكبر، الذي اضاع اموال مصر علي موائد القمار والصرف ببذخ علي ملذاته من النساء.. وتباري الجميع العامة والصفوة، العلماء والجهلاء، والساسة والخبراء في الشرح والتحليل، كيف كانت مصر ترزح تحت نير الاحتلال وتعيش في فقر وإذلال. وانقذ الله مصر علي يد هذه المجموعة من الضباط، ملائكة السماء، لتحرير العباد واحياء الفقراء من الجوع والانتقال بمصر الي العصر الحديث، والمكانة اللائقة وانعقدت الندوات والمؤتمرات وسطرت الصحف والكتب الملاحم في عبقرية الزعيم جمال عبدالناصر وأصله وفصله وكيف كان مبعوثا منذ نعومة اظافره من العناية الالهية. وعندما مات عبدالناصر انبري الجميع ساسة واعلاميين وصحفيين ومفكرين، قدحا وذما في الرجل، وكيف قاد البلاد الي الهلاك، واستعبد الناس، وانتهك الحرمات واضاع الارض وأهلك الحرث والنسل.. وقلبوا الصفحة الي خلفه انور السادات الذي سيتيح الحريات وبدر الخيرات وتنمو في عهده البلاد، وتزدهر الصناعة وينبت الزرع، ويموت الفقير في عهده من تخمة الاكل والشراب.. وجندت كتائب الاعلام من صحافة واذاعة وتليفزيون وحلقات الفكر والدرس نفسها لبطل الحرب والسلام وامير المؤمنين انور السادات.. الذي حرر الارض ورفع الهامة بانتصار اكتوبر 37. لا حول ولا قوة إلا بالله.. ثم اودت بحياته رصاصة ضابط من ابناء جيشنا فاذا بنا لا نذكر للسادات شيئا، غير عهد اللصوص والوساطة والمحسوبية، وتحول ما كانوا يرونه فتح الابواب للاستثمار العربي والاجنبي، الي عصر التهليب والنهب والسرقة، واصبح انتصار اكتوبر مسرحية وتحول السلام الي خيانة وبيع الوطن. ويتكرر نفس الفصل المسرحي للشخصية المصرية مع الرئيس حسني مبارك طوال 03 عاما، واعتبروه رجل الغلابة والفقراء، وقائد الضربة الجوية الاولي سر نصر اكتوبر، وقائد مسيرة السلام والتنمية وأزهي عصور الديمقراطية والحرية، في عهده لم يقصف قلم ولم يسجن مظلوم.. رفع اسم مصر عاليا لتتبوأ مكانة عالية عربيا وعالميا.. حامي حمي الوطن، والحافظ لسيادة مصر وأمنها.. رجل الحكمة والحنكة والعقل الرشيد، خبر المعارك والحروب ومشوار المفاوضات والسلام، واعاد الي مصر آخر شبر من ارضها، ووضع العلم علي طابا، وحماها من مغامرات الحروب، ورفض الاملاءات والشروط. كان مثل النيل الذي حمي مصر من الجفاف، عندما عبرت مصر في عهده اعتي الازمات الاقتصادية والمالية العالمية، ومثلما علمنا العالم فنون الحرب والانتصار في عهد السادات، علمنا الامم في عهد مبارك فنون مواجهة الارهاب وعبورالازمات الاقتصادية بسلام. لاحول ولا قوة الا بالله.. وفي عشية وضحاها تحول هذا الزعيم طويل العمر ثاقب البصيرة، بعد نجاح ثورة الشباب الي الطاغية حامي حمي اللصوص وهو وعائلته شيخ منصر، كمم الافواه وقيد الحريات واذل كرامة المصري، وافقر البلاد، واهان مصر وناسها بين الامم والعباد وعمت البلاد الفرحة، وتبادل المصريون التهاني لانهم تخلصوا من عهد الذل والاستعمار، علي يد شباب مصر الابطال الشباب الواعد الواعي المستنير الذي سيقود الامة ليسلمها الي قائد ملهم جديد.. وانتم تعرفون ماذا سنقول عنه طوال فترة حكمه.. وماذا سنقول عنه عندما يزول. لا حول ولا قوة إلا بالله.. لست متشائما.. ولا هذا تقليل من شأن جميل شبابنا الذي كتبت عنه الاسبوع الماضي، ولكن بالله عليكم ماذا كنا سنقول او كيف سيكون الحال لو فشلت ثورة الشباب.. سنقول كثيرا وسنفعل اكثر.. اقلها شوية عيال.. سيتم الزج بهم في السجون!. هل العيب في الحاكم.. أم في المحكومين؟.. وما هو سر اي حاكم لتحذير كل المسئولين الواحد بعد الاخر، وتخدير الشعب، الذي لم يفكر في نقده، بل ويبالغ في الغناء له.. وببلاهة نحسد عليها، نصدق كلمات جوفاء يضحك علينا بها اوباما وزعماء الغرب بأن المصريين شخصية فذة ملهمة تقود العالم.. اتقوا الله في مصر يا مصريين.. فالعيب فينا وليس في الحكام!.