بدأت «التربية والتعليم» في يونيه 2014 مواجهة مناهج دراسية متطرفة بعد ما ضبطت كتباً داخل مكتبات بعض المدارس الخاصة تدعو إلي الخلافة الإسلامية؛ حينها شعرت الوزارة بخطر كبير يهدد التعليم في مصر، وأنشأت إدارة «مدارس 30 يونيه» لتدير من خلالها مدارس الإخوان بعد التحفظ عليها. كما هو معلوم أن مصر لم تعد بعيدة عن مرمي نيران «داعش»، والأخطر من العمليات العسكرية للتنظيم هو عمليات «غسيل الأدمغة» والأفكار والمعتقدات التي يؤمن بها أعضاؤه، والتي تعد الخطر الأكبر. التنظيم بدأ في تسريب مناهجه خارج حدود المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، عن طريق أسطوانات مدمجة، أصبحت متداولة علي شبكة الإنترنت لغزو العقول، ولنشر فكره وكيف يفكر وكيف يتعلم أبناؤه، وماذا يدرسون، أو حتي لبث الخوف في قلوب أعدائه. الأخطر أن المناهج التي تم الكشف عنها والتي بدأ تدريسها لأكثر من 600 ألف طالب سوري وعراقي بدءًا من العام الدراسي الحالي تؤكد أن الهدف من وراء التعليم الداعشي هو تخريج مقاتلين يؤمنون بعقيدة التنظيم. وعندما نكتشف أن التنظيم يصر علي تدريس سيناء باعتبارها ولاية خاضعة للتنظيم فلابد من وقفة، خاصه وقد تم تسريب صور لبعض صفحات أحد كتب الرياضيات المقرر علي طلاب المرحلة الابتدائية وفيه مثال يقول: «مسجد في ولاية سيناء فيه 9 صفوف. كل صف يستوعب 131 مصليًا فكم عدد المصلين الذين يستوعبهم المسجد؟». فلابد أن نتساءل أين الدولة متمثلة في أجهزتها الرقابية ووزارة التربية والتعليم من هذا الخطر الذي أمسي علي مرمي حجر من أبنائنا؟ وما الإجراءات التي ستتخذها لمواجهة هذا الخطر؟. وقد فطنت الدولة المصرية مؤخرًا للخطر الذي تمثله مناهج «داعش»، بدليل التقرير الذي أصدره مرصد الفتاوي التكفيرية التابع لدار الإفتاء حول المناهج الدراسية للتنظيم، وما يسعي إليه الخوارج الملاعين من تلك المناهج والأفكار المسمومة للسيطرة علي النشء وتحويلهم إلي جنود في جيش التنظيم الإرهابي. والمتأمل في طريقة التنشئة التي يُنشئ عليها التنظيم صغاره، يجدها قريبة الشبه بأسلوب التربية الذي اتبعته جماعة الإخوان الإرهابية في مصر، ولم تفطن إليه الأنظمة القائمة حينها، حتي وصل الأمر إلي خروج جماعة إرهابية كل هدفها السيطرة علي البلاد بأي ثمن، حتي قيّض الله لمصر رجالاً حموها ووقفوا في وجه النظام الفاشي؛ ولذلك فإن ما فعلته دار الإفتاء المصرية والتحذير الذي أطلقته من المناهج الدراسية لداعش هو أمر غاية الأهمية يجب الالتفات إليه جيدًا، والتأكيد عليه.