في الخامسة والنصف عقب صدور البيان الأول عن المجلس الأعلي للقوات المسلحة انطلقت الزغاريد والهتافات في ميدان التحرير حيث حضر اللواء قائد المنطقة المركزية في حراسة مشددة الي مقر الاذاعة الداخلية وسط جموع الحاضرين وأعلن ان كل ما يحدث الآن يصب في مصلحة الشعب ولن يتخلي الجيش عنه بأي شكل من الاشكال وهتفت الجماهير »الجيش والشعب يد واحدة« واعلن ان الجيش سوف يحقق جميع مطالب الشعب وهتف المتظاهرون »سلمية سلمية« وحاولوا حمله علي الاعناق إلا ان الحراسة المشددة منعت الجماهير من ذلك ثم سرت شائعة بالميدان عن رحيل الرئيس مبارك ونفي قائد المنطقة المركزية ذلك معلنا ان الجيش في حالة انعقاد دائم وسوف تخرج عنه بيانات تصب في مصلحة الشعب وهبط من علي المنصة وسط حراسة مشددة والتفت الجماهير حوله في زفة كبيرة واصطحبته حتي مقر الجيش الكائن بجوار المتحف وصارت سعادة غامرة في جموع الجماهير مشوبة بالحذر في انتظار البيانات المتتالية. اهتزت ارجاء ميدان التحرير مساء أمس بالهتافات المدوية والزغاريد التي اطلقتها النساء بمجرد الاعلان عن انعقاد المجلس الأعلي للقوات المسلحة واقتراب تحقيق مطلبهم الرئيسي برحيل الرئيس مبارك. دقائق عصيبة عاشها المعتصمون بميدان التحرير في انتظار الحسم ووقف الجميع علي اطراف اصابعهم ترتعش قلوبهم واعصابهم خوفا علي مصير ثورتهم وبلدهم. كانت أعداد غفيرة من المواطنين قد واصلت تدفقها علي ميدان التحرير للانضمام للمظاهرات المستمرة هناك لليوم ال 71 رغم برودة الطقس والتقلبات الجوية التي أدت إلي هطول امطار غزيرة وحدوث موجات من الرعد والبرق في السماء.. غطت المياه أرض الميدان مما دفع بعض المتظاهرين الي الاحتماء اسفل الاغطية البلاستيكية وبعض الخيام للهروب من الامطار الا أن كثيرين حرصوا علي استمرار الهتاف المطالب باسقاط النظام وتنحي الرئيس مبارك. وجدد المتظاهرون دعوتهم إلي مظاهرة مليونية اليوم في جمعة التحدي عقب صلاة الجمعة تكون سلمية تضم جميع الطوائف والرموز للقضاء علي النظام الحالي الفاسد وخروج الشعب عن بكرة ابيه الي جميع شوارع مصر وميادينها مع التنبيه علي عدم العودة للمنازل حتي يسقط هذا النظام رافضين التفاوض مع فاقدي الشرعية. بلاغ للنائب العام وحضر إلي الميدان عدد من المستشارين والقضاة السابقين منهم المستشارون محمد سعد الدين وحسن نور ومحمد عثمان وسعد جلال وأحمد محمد وقرروا »للاخبار« أن الكلام في مثل هذه المواقف يعجز عن التعبير عن الشهداء الذين ضحوا بانفسهم من اجل الوطن لذا قرروا الحضور للميدان تنفيذا لإرادة الشعب المطالبة بالاطاحة بالنظام الفاسد. وأضافوا أنهم وعددا من القضاة والمستشارين بلغوا 45 مستشاراً تقدموا ببلاغ للنائب العام ضد المستشار ممدوح مرعي وزير العدل للمطالبة بالغاء قراره باحالتهم إلي المعاش وإلي وظيفة غير قضائية رغم صدور احكام قضائية بذلك إلا أن الوزير رفض طلبهم وتنفيذ الاحكام. كما انضم عدد من المستثمرين والعاملين بالبورصة للمظاهرات وقاموا بتأييد ثورة الشعب المصري مؤكدين ان خسارة البورصة حدثت من اجل بورصة نظيفة بلا خسائر ودعوا المواطنين بالمشاركة والاستثمار حتي ب 001 جنيه. وانضم ما يقرب من ألفي طبيب إلي ميدان التحرير قادمين من شارع القصر العيني تأييداً للمتظاهرين الذين يطالبون بتغيير النظام ومحاسبة وملاحقة الفاسدين. د. محمد الغنام طالب بطب القصر العيني قال ان الاطباء قرروا النزول مع الشعب تأييداً للثورة مؤكداً أنهم تواصلوا عن طريق الفيس بوك لتحديد يوم الخميس للتضامن مع المتظاهرين. كما قاد عدد كبير من المرشدين السياحيين مسيرة تظاهرية تضامنا مع المعتصمين بميدان التحرير، ضمت المسيرة مرشدين سياحيين من الاقصرواسوان وسوهاج وشرم الشيخ والغردقة وقال محمود اسماعيل (13 سنة) أنه جاء من اسوان للاعتصام بالميدان مع زملائه وسيواصلون المسيرة حتي يحصلوا علي حقوقهم ومطالبهم. لقطات علي طريقة حمامات البلاجات قام مجموعة من المعتصمين ببناء دورة مياه عمومية بالقرب من الحمامات العامة داخل الميدان وذلك لتقليل التكدس علي الحمامات العامة وقاموا ببنائها بألواح خشبية وقاموا بتثبيتها وكتبوا عليه »حمام عمومي«. تم بناء منصة جديدة من الالواح الخشبية بالقرب من المتحف المصري بالميدان ووضع عليها مكبرات للصوت لاستقطاب المتظاهرين وبث روح العزيمة والاصرار لديهم. نصب مجموعة من الشباب خيمة خاصة بمحبي الشعر ومؤلفيه وضمت العديد من شباب محافظات مصر، يجلسون لالقاء الشعر علي المارين بالميدان ويستمرون في الجلوس حتي المساء لعمل امسيات شعرية. استمرت الاذاعة الداخلية بالميدان في اذاعة قصائد الشاعر الشاب »هشام الجخ« والذي يتمتع بجماهيرية واسعة بين الشباب لأنه استطاع بقصائده ان يعبر عن الشباب وعن مطالبهم. قام مجموعة من الروائيين بتوزيع اوراق علي المعتصمين الاستمرار في اعتصامهم والمطالبة بحقوقهم. كان هناك مجموعة من الشباب يوزعون ستيكرات علي المتظاهرين تحمل عبارات »لو لم اكن مصرياً لوددت ان اكون مصرياً«. جاء عدد من طلبة وطالبات الجامعات الامريكية والإيطالية يقدمون المساعدة للشباب المصريين في تنظيف الميدان وجمع القمامة في الأكياس.