لا اعرف لماذا لايزال الرئيس يحتفظ برموز النظام.. بالوجوه المكروهة التي ضللته وأبعدته عن أوجاع الشارع المصري.. شجاعته في التصدي لهذه المحنة بالبقاء علي ارض مصر لانقاذها من الفوضي والتخريب لا تكفي.. فالشجاعة تقتضي منه الآن أن ينحاز لثورة الشباب ويعلن تخليه عن الفاسدين الذين نهبوا ثروات هذا البلد.. ان قرارات الادانة التي اعلنها النائب العام في حق احمد عز والمغربي وجرانة تكفي لادانة النظام.. من المؤكد ان الرئيس مصدوم الآن في رجاله الذين خانوه وخانوا الوطن. - ان قرارات الاتهام قد تطفيء حالة الغليان في الشارع المصري يوم ان نري رموز الفساد الآن وهم وراء القضبان وهم يحاكمون علي افسادهم للحياة السياسية.. ونهب المال العام.. ان اخلاء ميدان التحرير اصبح الآن في يد القيادة السياسية وليس في يد ثواره.. فالرئيس يستطيع ان يبطل فتيل الغضب باجراءات حازمة وقرارات ثورية بمطالبة نيابة الكسب غير المشروع بإعلان قائمة بأسماء المفسدين.. أسماء حرامية الخصخصة الذين باعوا هويتنا المصرية بتراب الفلوس. - لماذا لا يخرج الرئيس الذي احببنا فيه شجاعته يوم أن رفض ان يترك البلاد في هذا التوقيت للفوضي ويعلن تضامنه مع الثورة الشعبية في البلاد.. اعفاؤه لرموز الحزب الوطني من مواقعهم لا يكفي. - اللواء عمر سليمان اعلن ان مبارك رجل عسكري وينتمي للمدرسة العسكرية.. والذي نعرفه ان ابناء المدرسة العسكرية لا ينتمون لحزب من الاحزاب، فلماذا يبقي الرئيس رئيسا للحزب الوطني.. ان استقالته من حزب رجال الاعمال اصبحت مطلوبة الآن ليؤكد للشعب انه رئيس لكل الاحزاب.. علي الاقل يكون انتماؤه لتراب مصر علي اعتبار انه رجل عسكري. .. ان أي قرار الآن من الرئيس سوف يطفيء لهيب ثورة الغضب وسوف يصبح ورقة الضمان التي يقدمها النظام للشباب.. ليس علي الرئيس مبارك أن يأخذ مثل هذه القرارات ليعيد الثقة لشبابنا الذين فقدوا ثقتهم بالنظام يوم ان كانوا يحصلون علي وعود ثم تلتقطهم أجهزة الأمن وترميهم في المعتقلات. - لذلك أقول لشبابنا لاتشوهوا ثورتكم بالانفعال.. لا تستسلموا للقيادات التي تحرص علي التخريب أو العنف.. فالبلد بلدكم.. حافظوا علي كل شبر فيها.. لا تعطوا الفرصة للمخربين أن يدمروها.. كونوا دعاة سلام.. اوجدوا الطمأنينة في قلوب اهاليهم الذين يضعون ايديهم علي قلوبهم وهم خائفون من المستقبل المظلم.. لا تحولوا حياتنا الي جحيم.. في استطاعتكم ان تكسبوا محبة هذا الشعب بالاصلاح وليس بالتدمير.. لا يأخذكم الحماس فيصبح كل منكم زعيما وبعدها أنتم الخاسرون.. لا تجعلوا صوت التعصب يعلو علي صوت العقل.. الثورة لا تفقدنا احترامنا لبعضنا حتي نري اولادنا وهم يركبون رؤوسهم امام من ينصحونهم. - هذا الكلام اقوله بعد الظاهرة التي أراها في حوارات شباب ثورة 52 يناير علي الفضائيات والتليفزيون المصري.. شباب في عمر الزهور، الحماس انساهم احترام من هم أكبر منهم سنا، فارتفعت اصواتهم في الحوار عليهم وكأنهم هم الذين يقودون زمام الامور في مصر.. لم يتصوروا فرحة هؤلاء الكبار بهم لانهم حققوا ما عجزوا عنه... فليس معني ان ابني قد حقق نصرا ان يتعامل معي معاملة الند بالند وينسي نفسه.. كلامه علي عيني وعلي رأسي ويصبح مقبولا عندما لا يعلو صوته علي صوتي.. .. لقد تألمت كثيرا وانا اسمع احد الشبان وهو يحاور ثلاثة من كبار الفقهاء الذين نحبهم ونحترمهم.. ويكاد كل منهم يقول لهذا الشباب »حضرتك« والله »عيب«. هل وصل بنا الحال ان نتعامل مع شبابنا بالخوف لمجرد انهم اصحاب ثورة.. ثم من الذي صنع هذه الثورة.. وصنع نضوج الفكر السياسي عندهم.. مشاكلنا التي تناولتها الاقلام الشريفة التي عارضت النظام.. صرخات الشارع المصري في الفضائيات المستقلة كانت هي الشعلة.. فلماذا لا يعي اولادنا الشبان ان الثورة التي قاموا بها هي اختزان الكبسولات في داخلنا وجدت من يفجرها.. إذن الشعب هو الشريك الرئيسي في ثورتهم. .. ولذلك اقول لثورة 52 يناير.. ان الشعب هو شهادة الضمان لكم.. لن يقبل ان يعود الي ما قبل 52 يناير.. فكونوا رحماء به، لا تفتتوا أمن هذا البلد بالمظاهرات في كل الوزارات.. اجعلوا من رسالتكم سلاحا يحمي الديمقراطية.. فالديمقراطية ليست بتحقيق المصالح الفئوية. الديمقراطية هي صمام امان للحرية.. طهروا صفوفكم من المحرضين.. اختاروا العقلاء من بينكم للحوار الهاديء لا للحوار المتعصب.. اجعلوا من المرونة شعارا لكم.. لا تخونوا من ينصحكم فقد تكون نصيحته هي الحفاظ علي استقرار ولقمة العيش في هذا البلد.. احترسوا من غضب الشارع المصري يوم ان ينقلب ضدكم فهو الآن يساندكم.. ولكن يوم ان لا يجد قوت يومه.. او تشهد شوارعنا حوادث السرقة بالاكراه.. لن يسكت هذا الشعب عليكم لانكم ستكونون سببا في عدم استقراره واغتصاب لقمة العيش من فمه.