توصلت اليونان أخيرا إلي اتفاق تاريخي مع قادة منطقة اليورو للحصول علي خطة مساعدة ثالثة تجنبها الخروج من المنطقة وذلك في ختام 17 ساعة من المفاوضات الماراثونية الشاقة التي استمرت طوال الليل في العاصمة البلجيكية بروكسل. وأعلن رئيس المجلس الأوربي دونالد تاسك صباح أمس أن منطقة اليورو قررت بالإجماع بدء مفاوضات من أجل منح اليونان خطة مساعدة ثالثة وكتب تاسك علي موقع تويتر «توصلنا إلي اتفاق بالإجماع.. جميعنا مستعدون لبرنامج مساعدة لليونان عبر آلية الاستقرار الأوربية مع إصلاحات جدية ودعم مالي». وارتفع سعر اليورو أمس كما صعدت الأسهم الأوربية والعالمية في مستهل التعاملات ردا علي هذا الاتفاق التاريخي الذي يعطي الضوء الأخضر لإطلاق مفاوضات حول خطة مساعدة ثالثة لليونان بقيمة تقدر ما بين 82 و86 مليار يورو علي 3 سنوات.. ومقابل هذه الخطة وافق رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس علي إصلاحات صارمة. وأعلن تسيبراس التوصل إلي «اتفاق صعب مع الشركاء الأوربيين غير أنه يضمن الاستقرار المالي والانتعاش الاقتصادي في اليونان» مؤكدا أن حكومته «خاضت حتي النهاية معركة عادلة». وقال «إن الغالبية الكبري من الشعب اليوناني ستدعم هذه الجهود» وأضاف «سنواصل المعركة من أجل الإصلاحات الجذرية التي تحتاج إليها اليونان». وأوضح تسيبراس «تجنبنا محاولة نقل أصول الدولة إلي الخارج وتفادينا الخطة الرامية للخنق المالي ولانهيار النظام المصرفي وتمكنا في هذه المعركة الصعبة من الفوز بإعادة هيكلة الديون».. من جانبها أقرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بتخلي بلادها عن مطلبها بأن ينص بيان قمة اليورو علي ضرورة تعليق عضوية اليونان في المنطقة مؤقتا إذا لم توافق أثينا علي شروط الإنقاذ وقالت «لا نحتاج إلي خطة ب نظرا للموافقة علي خطة أ «. وأوضحت ميركل أن الاتفاق مع اليونان يتضمن «مجموعة واسعة من الإصلاحات التي تحظي أثينا من خلالها بفرصة للعودة إلي طريق النمو لكن الطريق سيكون طويلا وعلي ضوء مفاوضات الليلة الماضية سيكون صعبا». وقالت ميركل إنها ستقدم هذا الأسبوع تقريرا إيجابيا للجنة برلمانية توصي من خلاله وعن «قناعة تامة» بإعطاء الضوء الأخضر لبدء المفاوضات مع اليونان حول حزمة إنقاذ ثالثة فور موافقة الجانب اليوناني علي البرنامج بأكمله وقيامه بسن قوانين مبدئية.. وأعلن رئيس مجموعة اليورو يورين ديسلبلوم أن «البرلمان اليوناني سيقر الخطة اليوم أو غدا». من جانبه أشاد الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند بالاتفاق الذي وصفه «بالتاريخي» كما أشاد في الوقت نفسه «بالخيار الشجاع» الذي قام به تسيبراس.