علي ايامنا كان التقدير الشعبي في نتائج البكالوريوس أو الليسانس هو المقبول. واعتقد ان هذا التقدير مازال يحتل مكانته في معظم الكليات خاصة النظرية منها .. اما الان فكليات مثل الطب والصيدلة والتي لاحت بشائر نتائج السنة النهائية هذه الايام فإن التقدير الشعبي فيها هو الجيد جدا ان لم يكن الامتياز وبين ألفي طالب في دفعة مثل طب عين شمس تجد ثمانية طلاب هم الحاصلون علي تقدير مقبول بين كل هذا العدد.. المهم بعد عذاب دراسة الطب ست سنوات ونصف تليها سنة الامتياز ثم الالتحاق بالدبلومة أو الماجستير للتخصص يضرب الطبيب كفا بكف هو وأهله مع طلعة كل شهر عندما يتقاضي جنيهاته المعدودة التي لا تسمن ولا تغني من جوع. يصرخ المخططون لمستقبل بلادنا من اتجاه معظم طلاب الثانوية إلي القسم الادبي ويستحلفون اولياء الامور تشجيع اولادهم وان »يشخشخوا« جيوبهم لالحاق الطلاب بعلمي علوم أو علمي رياضة، والنتيجة يصرخ نقيب الاطباء من الاعداد المتزايدة عاما بعد عام من خريجي الطب والتي لا تجد لها مكانا في سوق العمل خاصة الطبيبات ويطالب النقيب وزير التعليم العالي بالحد من هذه الاعداد. تنظر إلي سوق العمل فتجد خريجي الحاسب الآلي وأقسام هندسة الاتصالات اكثر من الهم علي القلب، تقارن بين ما تسمعه والواقع الذي تعيشه سواء كنت خريجا أو ولي امر ولا تجد سوي المثل القائل »اسمع كلامك اصدقك اشوف امورك استعجب«. حيرتونا يا سادة.. علمي ولا ادبي.. عاوزين الحق لا علمي نافع ولا حتي الادبي والحل ايه. انا معرفش؟ لا ابالغ اذا قلت ان قرار تعيين الاستاذ محمد بركات رئيسا لمجلس الادارة وتعيين الاستاذ ياسر رزق رئيسا لتحرير الاخبار غمر العاملين بدار اخبار اليوم بفرحة بالغة.. استاذ بركات بهدوئه المعروف وتقديره للصغير قبل الكبير يجعلنا نأمل ان تشهد المؤسسة علي يديه ما يحلم به العاملون.. اما الاستاذ ياسر رزق فهو ليس في حاجة لاطراء من جديد فقد كتبت عنه في هذه الزاوية منذ سنوات اثناء وعكة صحية ألمت به وكفي تجربته رئيسا لتحرير مجلة الاذاعة والتليفزيون لتجعلنا نأمل ان نشهد مثلها في الاخبار.