»النونية« هي قصيدة شعرية تنتهي بحرف »النون« وفي ذلك كان للشاعر العربي محيي الدين ابن عربي »نونية« رائعة تقول أبياتها: لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي إذا لم يكن ديني إلي دينه داني وقد صار قلبي حاملا كل صورة فمرعي لغزلان وديرا لرهبان وبيتا لنيران، وكعبة طائف وألواح توراة، ومصحف قرآن أدين بدين الحب أنّا توجهت ركائبه، فالحب ديني وإيماني لم أكن قد قرأت هذه القصيدة الرائعة، ولا سمعت عنها من قبل ولكن بعد أحداث كنيسة القديسين، وأشباه الصراع والفتنة بين عنصرين كانا، وسيظلان، أبدين بين أقباط مصر ومسلميها بعد هذه الزوبعة فوجئت بصديقي المصري منير عبدالملك، وهو كما يدل اسمه مسيحي الديانة، يطلبني تليفونيا، ويطلب مني أن أمسك بورقة وقلم ثم كان أن أملاني هذه القصيدة التي رأيت ان »أمليها« بدوري إلي كل السادة القراء ولعل وعسي بعد ذلك ان يلتفت السادة المسئولون عن إعداد وإقرار مناهج التعليم إلي روعة معانيها، وكيف أننا في حاجة ماسة، وملحة، إلي مثل هذه المفاهيم الإنسانية الراقية التي صاغها الأجداد منذ مئات السنين، والتي إلتزم بها الآباء طوال هذه السنين.. ليت السادة المسئولين عن مناهج التعليم التي ندرسها للأبناء، يركزون علي تدريس هذه الحقائق الناصعة، بدلا من الإطار الضيق، والمحدود الذي اجتهد المارقون منا، والمتطرفون بيننا في إقراره وتدريسه، ضمانا لكبح عقول الأبناء وراء قضبانه المظلمة، فما كان بعد ذلك، إلا أن انتشر التطرف، والأفكار والمفاهيم الغريبة، التي هي أبعد ما تكون عن الاسلام وأي أديان.. بل وعن أي منطق، أو فكر سوي!