مرة ثانية وفي واحدة من أهم مظاهر الوحدة الوطنية وعلي أرض السماحة في دولة الامارات العربية المتحدة يتعانق الهلال مع الصليب من أجل شهداء كنيسة القديسين في لقاء موسع بين أبناء الجالية المصرية في دبيوالامارات الشمالية وبحضور رجال الدين الاسلامي والمسيحي والقنصلية المصرية ورجال الاعمال ورموز الجالية والاعلاميين بمختلف فئاتهم تحت شعار" مصر واحد". وقد نظم اللقاء مجلس الأعمال المصري في دبيوالامارات الشمالية وحضره رئيس مجلس ادارة النادي المصري في دبي ورئيس مجلس ادارة مجلس الأعمال وأعضاء المجلسين حيث بدا الحفل باستعراض شهادات فنية وثقافية حول الوحدة الوطنية الا ان كلمات القس يوحنا زكريا والشيخ شريف جاءت لتوضيح الصورة الحقيقية للعلاقة بين الاديان وإدانة هذه الأعمال العدوانية التي هي حقيقة ضد التسامح الديني والاسلامي والمسيحي علي السواء. وقد أشارت عائشة عبد الهادي وزيرة القوي العاملة والهجرة إلي أن كارثة الاعتداء علي كنيسة القديسين بالأسكندرية شاهدة علي جلاء قاطع بأن نسيج مصر المتفرد بأبنائها من المسلمين والأقباط مازال فاعلا ومؤثرا وباقيا إلي أبد الدهر، بل جاءت لتؤكد إرادة مصر بأن اجتمعت مشارب أبنائها بتعبيرهم عن حب صادق ومودة باقية. جاء ذلك في الرسالة التي بعثت بها إلي مجلس الأعمال المصري بالإمارات خلال هذا اللقاء والأقاها نيابة عنها السيد عماد عزيز، وأضافت عائشة عبدالهادي ان هناك جهودا كبيرة احتوت هذه المحنة في موقف يشهد بأن المصري للمصري سند وظهر لا فرق بين مسلم وقبطي كما أن مبادرات أبناء مصر في الخارج جاءت لتكمل صورة العطاء بأن مصر واحد لتؤكد تلك العقيدة الراسخة في قلوبنا. من جانبه أكد السفير مهاب نصر القنصل العام بدبي في كلمته التي ألقتها نيابة عنه القنصل منال عبد الدايم نحن نستنكر بشدة الجريمة البشعة ضد المدنيين الأبرياء من ابناء الشعب المصري ندعوا للوقوف بقوة وحزم لنكون يدا واحدة في وجه كل من يهدد امن المجتمع ووحدته واستقراره وألا ننساق وراء الدعوات المضللة التي تستهدف مصرنا الحبيبة ولن نفوت الفرصة ونحبط اهداف الإرهاب ومن خلفه بكل اشكاله وهذا لن يتأتي إلا من خلال الوحدة والوقوف بعزم الرجال الصادقين من المصريين مسلمين واقباط و أشاد القس يوحنا زكريا راعي كنيسة أبو سيفين بالشارقة ممثلا عن الكنيسة المصرية بالتعايش والمحبة التي تسود أبناء مصر كافة ومستنكرا بشدة أن الإعتداء الغاشم يستحيل أن يقترفه يد مصري عاش علي أرض التسامح. واستشهد بحادثة الانبا بن يامين الذي ظل مطرودا 13 سنة وأعاده عمرو بن العاص وبني له كنيسة تسمي بالاسم نفسه بالاسكندرية حتي الان. كما اعرب الداعية الإسلامي الدكتور شريف عبدالله معوض أن من بركات هذه المحنة أنها أظهرت التلاحم والتعاضد بين فئات المجتمع المصري من مسلمين واقباط الأمر الذي يترجم السلام والأمن الذي يتمتع به الشعب وما يصدر من القلة الغير واعية لايعمم علي الجميع و اشار د. مهندس طه حبيب رئيس مجلس الأعمال المصري لدعوة كافة المصريين لمزيد من الترابط والتعاضد ورفض العصبية أيا كانت مبرراتها لتفويت الفرصة علي هذه القوي الشريرة للنيل من استقرارنا ولاشك ان من اقدم هذه الفعلة الشنعاء لايمكن ان يكون منتميا إلي تراب هذا الوطن أو إلي أي دين وانما هو موتور استعملته قوي الظلام. وقال أن المصريين علي اختلاف عقائدهم استعانوا بوحدتهم في دحر الاحتلال البريطاني وشكلوا نماذج خالدة للتاريخ إبان ثورة 1919 ، واختلط الدم المسلم بالمسيحي علي رمال سيناء فأيقظ فيها روح الحرية والنصر، واليوم علينا جميعا أن نتحصن بهذه الوحدة الغالية التي هي صفة اصيلة في مصر كل المصريين علي مدي التاريخ لنرد كيد الباغيين في نحورهم. وأضاف لقد ولدنا معا، وتعلمنا معا وعملنا معا ونعبد الله الواحد معا سواء في المسجد أو الكنيسة، ولم يشعر واحد منا يوما انه أقل أو أكبر من أخيه ، فكنا دائما كالبنيان المرصوص في مواجهة اعتي الملمات، واليوم في بيت كل مصري مأتم وفي قلب كل منا غصة وهو شعور ينطق بالصدق في صوت كل أم في قري مصر ومدنها، لأننا جميعا علي يقين بأن الخطر لا يفرق بين أحد علي أرض مصر. وقال أن الأكيد الذي لا شك فيه أن من أقدم علي هذه الفعلة الشنعاء لا يمكن ان يكون منتميا إلي تراب هذا الوطن أو إلي اي دين ، وإنما هو موتور استعملته قوي الظلام المتربصة بأمن وطن عاش يفخر بأمانه علي مر التاريخ وسيظل كذلك بإذن الله. وفي ختام كلمته دعا كافة المصريين إلي مزيد من الترابط والتعاضد، ورفض العصبية لتفويت الفرصة علي هذه القوي الشريرة للنيل من استقرارنا.