أرجأ عدد من وزراء خارجية الدول الكبري جدول أعمالهم وقرروا البقاء في مدينة لوزان السويسرية في محاولة لإعطاء دفعة أخيرة للمفاوضات الشاقة والطويلة، قبل انتهاء المهلة المحددة غدا للتوصل إلي اتفاق إطار بين القوي الكبري وإيران حول برنامجها النووي، وبينما أكد الرئيس الإيراني أن إلغاء العقوبات الغربية علي بلاده يمثل نقطة أساسية لأي اتفاق حول البرنامج النووي، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن ما وصفه ب «الاتفاق الخطير» أسوأ مما كانت تخشاه إسرائيل واتهم إيران بمحاولة غزو الشرق الأوسط بأكمله في الوقت الذي تسعي فيه لتصنيع سلاح نووي. وندد نتنياهو بما وصفه بمحور «إيران - لوزان - اليمن»، في إشارة إلي المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يحاولون السيطرة علي السلطة في اليمن. واعتبر أن هذا المحور خطير جداً بالنسبة للبشرية ويجب التصدي له وإيقافه. في غضون ذلك، أكد روحاني خلال اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أن بلاده أبدت المرونة اللازمة في المفاوضات النووية وأنه جاء الدور الآن علي الطرف الآخر، في حين قالت ميركل إن بلادها ستقدم الدعم للمفاوضات مشيرة إلي أن تبديد الشكوك تجاه البرنامج الإيراني النووي في مصلحة الجميع.. وألغي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خططه للعودة إلي الولاياتالمتحدة من أجل البقاء في سويسرا، كما أجل وزيرا خارجية فرنسا لوران فابيوس وألمانيا فرانك شتاينماير تأجيل زيارة مقررة إلي كازاخستان في مؤشر علي أن المفاوضات يمكن أن تستمر حتي اللحظة الأخيرة. وتسعي الدول الست (الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا) للتوصل إلي اتفاق مبدئي مع إيران بحلول يوم غد يسبق اتفاقاً نهائياً يشتمل علي كل التفاصيل التقنية بحلول نهاية يونيو. وعبر عدد من المفاوضين عن بعض الثقة في إمكانية إزالة العقبات الأخيرة. ويتواجد كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف في مدينة لوزان السويسرية منذ أيام حيث عقدا عدداً من جولات المفاوضات، وانضم إليهما وزراء خارجية فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي إضافة إلي وزيري خارجية الصين وانج يي، وذلك قبل وصول وزيري الخارجية البريطاني فيليب هاموند والروسي سيرجي لافروف.