قبل انقضاء المهلة النهائية، مساء غد، للتوصل لاتفاق، يسابق وزراء خارجية إيران والدول الست الكبرى الزمن، لانتزاع اتفاق حول البرنامج النووى الإيرانى، بعد سلسلة من المفاوضات الشاقة والطويلة، لإنهاء مواجهة بدأت منذ 12 عاما حول طموحات طهران النووية. ومن جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن جون كيرى وزير الخارجية ألغى رحلة كان يفترض أن يقوم بها إلى بوسطن فى الولاياتالمتحدة، لحضور حفل تكريم زميله السيناتور السابق إدوارد كينيدى، بسبب المفاوضات النووية الجارية فى سويسرا، وذلك فى مؤشر على أن المفاوضات يمكن أن تستمر حتى اللحظة الأخيرة. وقد انضم، أمس، جميع وزراء خارجية مجموعة 5+1، التى تضم الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا، بالإضافة إلى ألمانيا، إلى طاولة المحادثات، مع الوفد الإيرانى، برئاسة وزير الخارجية محمد جواد ظريف، الذى يوجد فى لوزارن منذ عدة أيام مع كيرى، لبحث التوصل إلى اتفاق مبدئى يسبق اتفاقا نهائيا يشتمل على كل التفاصيل التقنية بحلول نهاية يونيو المقبل. وكشف مسئولان مطلعان على المفاوضات النووية، عن أن الولاياتالمتحدةوإيران اقتربتا من الموافقة على نقاط رئيسية للاتفاق، ولكن لا يزال هناك بعض القضايا الخلافية. وقال المسئولان لوكالة أنباء"أسوشيتدبرس"، إن إيران وافقت، بشكل مؤقت، على تقليل أعداد أجهزة الطرد المركزى فى مفاعلها الرئيسى إلى 6 آلاف، أو أقل. وأضافا، أن إيران وافقت، أيضا، على نقل كل اليورانيوم المخصب، التى تنتجه إلى روسيا، ولكنهم أشارا إلى أن هناك خلافات حول مدة القيود التى سيتم فرضها على البرنامج النووى الإيرانى، وطرق مراقبة امتثال طهران للاتفاق، وغيرها من القضايا. وقال مصدر إيرانى لوكالة الأنباء الفرنسية، إن الاتفاق قد يأخذ شكل إعلان تدلى به كل الأطراف. وأكد دبلوماسيون إيرانيون وغربيون، أن رفع العقوبات على إيران، وقضية البحث والتطوير فى المجال النووى، هما موضوعا الخلاف حتى الآن. وفى غضون ذلك، ندد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو، بما وصفه ب"الاتفاق الخطير"حول البرنامج النووى الإيراني، موضحا أن الاتفاق المرتقب يؤكد جميع المخاوف الإسرائيلية بل ويفوقها. وأضاف "نيتانياهو"، فى الاجتماع الاسبوعى لحكومته، أنه نقل تلك المخاوف لنواب أمريكيون يزورون إسرائيل، وقال، إن ما وصفه ب"محور إيران - لوزان - اليمن" يشكل خطرا كبيرا على البشرية، "ويجب التصدى له وإيقافه"، فى إشارة إلى المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، الذين يحاولون الاستيلاء على السلطة فى اليمن. وتابع، قائلا: إنه "بعد محور بيروت - دمشق - بغداد، تعمل إيران من أجل الاستيلاء على الشرق الأوسط كله واحتلاله". وأكد "نيتانياهو"، أنه يحظى بدعم راسخ ومتواصل من الحزبين الديمقراطى والجمهورى فى الكونجرس الأمريكي. وقبل الاجتماع الحكومى، تعهد كل من وزير الداخلية الإسرائيلى، المنتهية ولايته، جلعاد أردان، ووزير المخابرات يوفال شتاينتز، بأن إسرائيل ستواصل الضغوط، حتى بعد التوصل إلى الاتفاق. وقال "أردان" لإذاعة الجيش الإسرائيلى، إن الكونجرس الأمريكى قد يكون العقبة الأخيرة لرفع العقوبات على إيران، بعد التوصل إلى اتفاق.