تأتي الضربة الجوية للتحالف الدولي ضد الحوثيين في اليمن، في وقت بالغ الأهمية، بعد أن سيطر الحوثيون علي معاقل الحكم في اليمن، وأصبحوا علي مقربة من تحقيق الحلم الإيراني في السيطرة علي باب المندب، الذي يعد أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها احتضانا للسفن، ويربط بين البحر الأحمر وخليج عدن الذي تمرّ منه كل عام 25 ألف سفينة تمثل 7% من الملاحة العالمية، وتزيد أهميته بسبب ارتباطه بقناة السويس وممر مضيق هرمز.. في البداية، أكد مختار الشريف الخبير الاقتصادي أن مضيق باب المندب يحتل أهمية عالمية لأنه أحد أهم المضايق البحرية في العالم بجانب قناة السويس ومضيق هرمز، ويربط المضيق بين البلدان الأوربية من البحر المتوسط من جهة، وبلدان شرق آسيا والمحيط الهندي وشرق إفريقيا من جهة أخري، ويعتبر المدخل الجنوبي لقناة السويس. وتمر 30% من صادرات النفط الخليجية، كما يقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر فيه في الاتجاهين، بأكثر من 21 ألف قطعة بحرية سنويًا، أي ما يعادي 57 يوميًا، ويرتبط وجوده في المقام الأول ببقاء قناة السويس حيث أنها المخرج الوحيد للسفن القادمة منه إلي دول أوروبا والعالم. وفي حال السيطرة عليه وإغلاقه سيتم تحويل السفن إلي الدوران حول قارة إفريقيا بما يعرف ب«طريق رأس الرجاء الصالح». وقال الشريف إن مضيق باب المندب الذي يقع علي مسافة 150 كيلومترا غرب مدينة عدن، ويبلغ عرضه 30 كيلو مترا، وعمقه يتراوح من 100 إلي 200 كيلو متر، يتمتع بأهمية استراتيجية بالنسبة لعدد من الدول مثل مصر وإسرائيل.. وأشار إلي أن قناة السويس تسهم بأكثر من 5 مليارات دولار سنوياً في الاقتصاد المصري، وتمثل المصدر الأهم للعملة الأجنبية للبلاد، وتابع أن السيطرة علي جنوبي وغربي اليمن يعني خطراً محتملاً لأكثر من 12% من التجارة العالمية، التي تمر من خلال باب المندب عبر قناة السويس، مما يمثل قلقاً كبيراً لمصر.. مضيفا، أن نحو 22% من حركة نقل حاويات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية تمر عبر قناة السويس التي تستطيع أن تتعامل مع السفن الضخمة، ورسوم المرور بها أقل بكثير من رسوم المرور بقناة بنما، فإذا تم إغلاق القناة ستكون أسعار تلك الأجهزة مرتفعة للغاية بالنسبة للمواطن الأمريكي.