صلاح التيجاني: السلفيون أعدائي.. واستغلوا اتهام فتاة لي بالتحرش بها- صور    تكريم وتسليم شهادات الإعفاء من التجنيد لذوي الهمم بجامعة القناة    محافظ كفرالشيخ يتفقد قوافل المبادرة الرئاسية "بداية جديدة"    لليوم ال18.. «البترول» تواصل تسجيل قراءة عداد الغاز للمنازل لشهر سبتمبر    رئيس مدينة مطاي يتابع أعمال النظافة اليومية    جولة جديدة من الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي بفرض تعاون واعدة في مختلف المجالات    أخبار الأهلي : موقف أشرف داري ويحيي عطية الله من المشاركة أمام الزمالك وجورماهيا    بعد استئناف الوادا على براءته، موقف رمضان صبحي من المشاركة في المباريات    بعد غياب شهرين.. برشلونة يعلن جاهزية أنسو فاتي للمشاركة في المباريات    السر في الخلطة المغربية.. منتخب "الساجدين" أوروبي في مونديال الصالات    سالي منصور تتحدث لأول مرة عبر "الماتش" بعد أزمتها مع النادي الأهلي    مافيا السوق السوداء.. كيف خطط عناصر تشكيل عصابي لغسل 70 مليون جنيه؟    بدء التحقيق مع الراقصة ليلى بتهمة بث فيديوهات خادشة للحياء    ضبط كيان تعليمى غير مرخص يمنح الطلاب شهادات وهمية    ضبط المديرة المسئولة عن كيان تعليمى "بدون ترخيص" بالقاهرة    قبل دقائق من انطلاقه.. تأجيل مؤتمر مهرجان الموسيقى العربية    استمرار فعاليات الأسبوع الثقافي بمشروع «أهل مصر» بمطروح    أدعية خسوف القمر: فرصة للتقرب إلى الله والتفكر في عظمته    أسامة قابيل يوضح حكم الدية فى القتل الخطأ    عشان من حقه يلعب ويتعلم.. إزاى الأسرة والمدرسة تدعم الطفل مريض السكر نفسيا    بلاغ للنائب العام ضد صلاح الدين التيجاني بتهمة نشر أفكار مغلوطة    نجل ترامب وروبرت كينيدي يحذران من دخول أمريكا حرب مع روسيا بسبب بايدن وهاريس    منحة 750 جنيها للعاملين بالسكة الحديد والمترو بمناسبة العام الدراسي الجديد    مهرجان الغردقة لسينما الشباب يكرم المنتج هشام عبدالخالق    قبل ساعات من طرحه بالسينمات.. التفاصيل الكاملة لفيلم «عنب»    8 عمليات تجميلية نادرة لأطفال سوهاج بالتعاون مع جامعة مانشستر البريطانية    جامعة النيل تكشف عن أسباب اختيار الطلاب كلية «التكنولوجيا الحيوية»    محافظ البحيرة تشهد انطلاق برنامج «ستارز» بمجمع دمنهور الثقافي لتعزيز مهارات الشباب    بلينكن: ندعم جهود مصر لإصلاح اقتصادها ليكون أكثر تنافسية وديناميكية    جامعة المنصورة تعلن انضمام 60 عالمًا لقائمة «ستانفورد» للأكثر تأثيرًا بالعالم    «السياحة» تنظم زيارة للمواقع الأثرية لمدوني سفر ومؤثرين بالهند    مستخدمو آيفون ينتقدون تحديث iOS 18: تصميم جديد يُثير الاستياء| فيديو    محافظ أسيوط يقرر إغلاق «دار للمسنين» لتردي الأوضاع الصحية والنفسية للنزلاء    شقق سكن لكل المصريين.. طرح جديد خلال أيام في 6 أكتوبر- صور    البحوث الإسلامية: ندعم مبادرة "بداية" ونشارك فيها ب 7 محاور رئيسية    «العمل» تُعلن عن 950 وظيفة للشباب بالقاهرة    مفاجأة سارة في قائمة باريس لمواجهة جيرونا    الجدي حكيم بطبعه والدلو عبقري.. تعرف على الأبراج الأكثر ذكاءً    فان دايك يكشف سر فوز ليفربول على ميلان    ماسك يتوقع مستقبلا قاتما للولايات المتحدة إن خسر ترامب الانتخابات    استشهاد 10 فلسطينيين بينهم أطفال ونساء فى قصف إسرائيلى على مدينتى غزة ورفح    ما حكم بيع المشغولات الذهبية والفضية بالتقسيط بزيادة على السعر الأصلى؟    سلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا.. موضوع خطبة الجمعة القادمة    العاهل الأردني يوافق على تشكيلة الحكومة الجديدة برئاسة جعفر حسان    محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يطلقان المرحلة الرابعة من مبادرة "صنايعية مصر"    قوافل طبية وبيطرية لجامعة الوادي الجديد ضمن المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان»    ينتشر بسرعة.. هل تتشابه أعراض متحور كورونا XEC مع السلالات القديمة؟    أطعمة ومشروبات تعزز حرق الدهون وتسرع من إنقاص الوزن    تقديم عروض قلب الكون وطرح حرير في مهرجان مسرح الهواة اليوم    عبد الباسط حمودة ضيف منى الشاذلي في هذا الموعد    سول: سنردع استفزازات كوريا الشمالية بناء على قدراتنا والتحالف مع الولايات المتحدة    إطلاق مبادرة لتخفيض أسعار البيض وطرحه ب150 جنيهًا في منافذ التموين والزراعة    جهز حاسبك.. أنت مدعو إلى جولة افتراضية في متاحف مكتبة الإسكندرية    «النقل»: توريد 977 عربة سكة حديد مكيفة وتهوية ديناميكية من المجر    تفاصيل مقتل وإصابة 9 جنود إسرائيليين فى انفجار ضخم جنوبى قطاع غزة    العظمى 35 درجة.. أجواء معتدلة ونشاط للرياح فى بنى سويف    نادي الأسير الفلسطيني: حملة اعتقالات وعمليات تحقيق ميداني واسعة تطال 40 مواطنا من الضفة    انتظار باقي الغرامة.. محامي عبدالله السعيد يكشف آخر المستجدات في قضية الأهلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهادة ورأي
أبلة عزيزه جرجس
نشر في الأخبار يوم 18 - 03 - 2015

كان عمل والدي رحمة الله عليه يتطلب منه أن ينتقل بين محافظات مصر المختلفة ليقضي بكل منها عدة سنوات وكانت الفترة التي قضيناها في المنيا في أوائل الستينيات من القرن الماضي من أجمل فترات حياتي التي عشتها ورأيت فيها مصر التي أحببناها وأهلها الذين أحب بعضهم بعضاً وأحبوا بلدهم وأخلصوا لها ولم يكن أي منهم يعرف عن نفسه وانتمائه أي صفة أخري غير انه مصري يعيش مع مصريين مثله. كانت أبله عزيزه جرجس مٌدرستنا في مدرسة أبناء الثورة الابتدائية بالمنيا، كانت تعاملنا كأنها والدة لجميع تلاميذ فصلها وكنا جميعاً نبادلها نفس الشعور. تأتي من منزلها صباح كل يوم تمر في طريقها علي منازل ابنائها تلاميذ فصلها وتصطحبهم معها إلي المدرسة وتفعل نفس الشئ في العودة من المدرسة إلي منزلها. وكان لي أن أحظي منها بهذا العطاء والحنان والحب الذي كان يعطيه كل مدرسي الزمن الجميل لأبنائهم التلاميذ.
لم تكن تعطي أياً منا درساً خصوصياً أو تتقاضي أية مقابل مادي أو عيني نظير أي من أعمال التعليم والرعاية التي كانت تقدمها لجميع تلاميذها دون استثناء وكان المقابل الوحيد أن تسعد بحبنا لأبله عزيزة كما كنا نناديها وكما كنا ننادي جميع مدرساتنا اللاتي علمننا وأسعدننا.
وكنا نعرف منزلها ونعرف زوجها الاستاذ شوقي وابناءها وكانت هي تعرف آباء وأمهات تلاميذها. ثم غادرت المنيا إلي القاهرة بعد انتهاء الفرقة الرابعة الإبتدائية وودعت أبله عزيزة وجميع « الأبلوات» والمدرسين « الأمهات والآباء « بالمنيا. وكنت أرسل لها كروت التهنئة في المناسبات والأعياد بعد تركي للمنيا ثم أخذتنا الحياة كالعادة وتوقفتُ بعد عامين عن ذلك.
وبعد خمسة عشر عاماً عاد والدي رحمه الله للعمل بالمنيا مرة أخري وذهبت لزيارته بعد أن كنت قد تخرجت من الجامعة وعملت معيداً بها وقاربت علي الحصول علي درجة الماجستير في هندسة الحاسبات والتحكم الآلي فمشيت في شوارع المنيا معتمداً علي ذاكرة الطفل الذي تركها منذ سنوات طويلة حتي وصلت إلي منزل أبله عزيزة جرجس وطرقت الباب ففتحت لي أبله عزيزة وتعرفت أنا طبعاً عليها لأن شكلها لم يتغير ولكن المفاجأة الكبري لي أن تعرفت علي واحتضنتني وقبلتني كما كانت تفعل من خمسة عشر عاماً مع ابنها وتلميذها - ودخلت منزلها - الذي لم يتغير منذ أن عرفتها لأنه لا يوجد دروس خصوصية أو مصدر آ خر للدخل غير مرتبها ثم معاشها هي وزوجها ولكن كانت السعادة تملأ قلبها وبيتها، وطلبت من بنتها أن تحضر الكرتونه التي تحت سريرها وفتحتها وإذا بها كروت التهنئة التي ارسلتها لها منذ خمسة عشر عاماً وإذا بالكرتونة أيضاً تحوي كراساتي عندما كنت تلميذاً عندها حيث دأب المدرسون في ذلك الوقت علي الاحتفاظ بكراسات الطلبة المتفوقين وجلست معها ومع أسرتها نتجاذب أطراف الحديث ونتذكر الأيام الجميلة التي مضت ونرجو أن تعود وواظبت علي زيارتها كلما زرت والدي في المنيا أيام عمله هناك وكذلك عند زيارة أسرة زوجتي بالمنيا. قد يكون حباً في الأيام الجميلة التي عشناها وعاشتها مصر (وطبعاً حباً في خلق زوجتي وأسرتها العزيزة )
واستمررت علي ذلك حتي توفي الله أبلة عزيزة رحمها الله وبعد سنوات وعندما أصبحت عميداً ومسئولاً بالجامعة وإذا بشاب يدخل علي ّ ومعه طالبة التحقت بالكلية التي أعمل بها وكان هو ابن أبلة عزيزة والطالبة هي حفيدة أبلة عزيزة وظللت أراعيها وأعاملها كابنتي كما كانت جدتها تعاملني فكما تدين تدان.
تذكرت هذا الآن بمناسبتين أولاهما بمناسبة ما يحاول أعداء الدين وأعداء الوطن أن يفرقوا بين المصريين ويقسموهم فأردت أن اذكر نفسي بمصر وطبيعة أهلها وأؤكد لنفسي أن مصر لا تنقسم ولا تتفرق. والمناسبة الثانية الغالية علينا جميعا ً هي عيد الأم. فهذا أول عيد للأم يأتي عليّ وأمي ليست معنا فإلي من سأذهب وأطلب الدعاء هذا العام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.