اخترع الأخوان لوميير السينما في بداية القرن الماضي، وفي عام 1905شهدت الاسكندرية أول عرض سينمائي خارج فرنسا، أي أن مصر عرفت السينما قبل الولاياتالمتحدة، وفي عام 1910 افتتحت أول دار سينما في القاهرة في صالة تحت مستوي الارض بفندق الكلوب المصري (الصفا المروة منذ السبعينات ومغلق الآن) القريب من مسجد سيدنا ومولانا الحسين، الصالة الآن مخزن كتب. يذكر الدكتور حسين فوزي في كتابه «سندباد عصري» انه شاهد الافلام في هذا المكان خلال طفولته، وأخبرني الاستاذ نجيب محفوظ أن هذه السينما فتحت له آفاقا من الخيال وكانت الافلام صامتة وإلي جوار الشاشة بيانو يعزف عليه أحدهم كموسيقي مصاحبة للعرض، ويقوم آخر بالترجمة المباشرة، منذ سنوات شاهدت فيلما مابين التسجيلي والروائي للدكتور محمد كامل القليوبي عن حياة ومسيرة ونهاية محمد بيومي أول مخرج مصري. فيلم رفيع المستوي. رائع بتأثير الطاقة الجبارة التي تولدت بتأثير ثورة 1919. بدأ طلعت حرب انشاء النهضة الاقتصادية التي تأسست علي الطاقات المصرية، وأسس مجموعة شركات يؤكد كل منها مصريتها، شركة بيع المصنوعات المصرية، ستوديو مصر أما البنك الأم فاسمه بنك مصر ومازال قائما والمقر الرئيسي له في شارع عماد الدين تحفة معمارية، في عام 1929 بدأت الأزمة الاقتصادية العالمية وعندما عرضوا علي طلعت حرب قائمة بشركات خاسرة لتصفيتها وافق علي الاجراءات مستثنيا شركة واحدة فقط، هي «ستوديو مصر»، كان واعيا تماما بالبعد الثقافي وأهميته لروح الوطن وقوته، ابقي علي ستوديو مصر الذي أسس النهضة المصرية السينمائية، وعلي مطبعة مصر التي كانت دار نشر مهمة في شارع نوبار، وشركة مصر للتمثيل (مسرح الازبكية)، وربما لايعرف كثيرون انه كان الداعم الاول لأم كلثوم. يذكرنا هذا بموقف محمد علي مؤسس الدولة المصرية الحديثة. كنت أتمني حضور الثقافة في مؤتمر شرم الشيخ، مشروع ضخم لانتاج أفلام السينما من خلال مدينة إنتاج سينمائي استثمارية تقام في الصحراء الغربية، العديد من الاستوديوهات المتوسطة تتوزع علي المحافظات، شركة إنتاج اسطوانات بكل الوسائط الحديثة تخرج إلي الناس التراث المصري الطويل العميق من الغناء والموسيقي والمسلسلات والذي أصبح نهباً لبعض الاشخاص. شركة استثمارية لانتاج المستنسخات من الآثار المصرية بمختلف عصورها، ولكي أبرز مايمكن تحقيقه من أرباح أشير إلي مشروع ألماني خاص شارك فيه بعض المسئولين عن آثار مصر. تم فيه استنساخ مقبرة توت عنخ آمون بالكامل وجري تصنيعها في مصر منذ سنوات، هذا المشروع حقق ارباحا خيالية تجاوزت الملياري دولار، كنت أتمني الاعلان عن بناء دار اوبرا متميزة في قلب العاصمة الادارية الجديدة تكون بمثابة الروح للجسد، هذا تقصير يتحمل مسئوليته وزير الثقافة المستبعد، والمسئول الحالي عن الآثار المستمر للأسف!