طلب الرئيس اللبناني ميشال سليمان من رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري البقاء في منصبه كرئيس حكومة تصريف أعمال لحين تشكيل حكومة جديدة. يأتي ذلك بينما تواصلت الدعوات الدولية والعربية للاطراف اللبنانية بالهدوء لايجاد مخرج للازمة. وقال بيان للرئاسة اللبنانية انه نظرا لأن الحكومة فقدت اكثر من ثلث اعضائها المحدد في مرسوم تشكيلها، وانه وفقا لاحكام الدستور فان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، طلب من الحكومة الاستمرار في تصريف الاعمال حتي يتم تشكيل حكومة جديدة.. ويأتي هذا القرار في أعقاب التطورات المتسارعة التي شهدتها الساحة السياسية في لبنان خلال اليومين الماضيين، والتي تمثلت في استقالة 11 عضواَ من الحكومة اللبنانية، منهم 10 من أركان المعارضة وعضو ممثل للرئيس اللبناني، مما أفقد الحكومة أغلبيتها. وتزامنت استقالة وزراء المعارضة بالحكومة اللبنانية مع لقاء جمع رئيس الوزراء، سعد الحريري، مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في البيت الأبيض بالعاصمة الأمريكيةواشنطن امس الاول..في غضون ذلك تواصلت ردود الفعل الدولية المطالبة بالهدوء والتريث لحين ايجاد مخرج للازمة السياسية الجديدة، بدأتها فرنسا التي قالت إن ساركوزي أجري اتصالا بالرئيس السوري بشار الأسد لبحث التطورات الأخيرة. وذلك قبل ساعات من لقائه مع الحريري في قصر الاليزيه. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلي الهدوء مؤكدا "دعمه الكامل" للمحكمة الخاصة بلبنان. كما دعا الاتحاد الاوروبي لحل تفاوضي للخروج من الازمة. واجري رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اتصالا هاتفيا بالرئيس السوري لتقييم الاوضاع وبحث سبل التدخل في الازمة..وفي اسرائيل، نقلت وكالة اسوشيتدبرس الامريكية للانباء عن ضابط اسرائيلي بارز قوله إن القوات الاسرائيلية المتمركزة في المناطق الحدودية مع لبنان وضعت في حالة تأهب عقب سقوط الحكومة اللبنانية، تحسبا لاندلاع اعمال عنف في منطقة الحدود المشتركة..وجاءت هذه التطورات المتسارعة بعد اعلان المعارضة فشل جهود الوساطة السعودية والسورية لتحقيق تسوية في لبنان بخصوص المحكمة الدولية المكلفة بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري عام 2005. .وصرح وزير العمل اللبناني بطرس حرب بأن قوي 14 آزار ستعقد اجتماعا موسعا مع الحريري عقب عودته من باريس لاتخاذ موقف موحد لاعادة تسميته لتشكيل الحكومة. .وفي تلك الاثناء قال دبلوماسي في الاممالمتحدة ان سوريا اوضحت انها لا يمكنها القيام باكثر مما قامت به. من جهته، وصف وزير الخارجية البريطاني وليام هيج استقالة وزراء حزب الله بانه "حدث بالغ الخطورة" مؤكدا علي ضرورة منع إفلات منفذي الاغتيالات السياسية في لبنان من العقاب. واتهمت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون حزب الله وحلفاءه بالسعي إلي "نسف العدالة" و"تفويض الاستقرار" في لبنان، مشيرة إلي أن الحزب وافق علي المحكمة قبل الدخول في حكومة الوحدة الوطنية المستقيلة. وفي ايران، حملت وزارة الخارجية واشنطن وتل ابيب مسئولية انيهار الحكومة اللبنانية.وفي الدوحة، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني إنه لن يكون هناك اتفاق دوحة 2 لحل الازمة في لبنان.