رياح التغيير والاحتجاجات بدأت تهب علي المنطقة العربية.. فهناك الاستفتاء في جنوب السودان من اجل الانفصال ليصبح الشمال دولة هي السودان والجنوب دولة اخري قد تكون السودان الجديد.. والعراق بعد تشكيل الحكومة الجديدة يسعي لاستقبال أول قمة عربية علي ارضه يعلن من خلالها العرب انتهاء حقبة من الحروب والعنف الارهابي والطائفي في العراق الشقيق وبداية عصر التنمية الحقيقية لصالح الشعب العراقي الممزق.. حتي الدول العربية المستقرة طالتها الاحتجاجات علي ارتفاع الاسعار والبطالة خاصة في تونسوالجزائر. لا اعتقد ان ذلك كله يتم بشكل عشوائي أو تفاعل داخلي.. بل بالتأكيد نتيجة طبيعية لأياد خارجية تسعي للعبث باستقرار المنطقة العربية وشعوبها ودولها.. اياد تسعي في الخفاء لتحقيق مالم تحققه في العلن.. فالسعي الخارجي واضح من سنوات لتفتيت وحدة السودان وحتي يكون النظام ضعيفا في التفاوض ابتكروا فكرة احالة الرئيس البشير للمحكمة الدولية حتي تكون الورقة التي يلوحون بها في حالة اعتراضه.. وذلك كله رغم علم القوي الخارجية ان سودان الجنوب لا يحمل مؤهلات الدولة المنظمة المستقرة وان المشاكل سوف تظهر فور اعلان نتيجة الاستفتاء بالانفصال. اما العراق فإن احواله واوضاعه محزنة.. خراب شامل في كل البنية الاساسية والطرق والكباري والمساكن ومحطات الكهرباء والمياه.. فهم يشكون في بغداد من الانقطاع الدائم للكهرباء وايضا مشاكل مياه الشرب والصرف الصحي وعدم توافر الخدمات الاساسية.. كل هذا يحتاج إلي سنوات طويلة وتمويل ضخم يجب ان يوفره الشعب العراقي.. ايضا اعادة تأهيل الهياكل الاساسية للدولة وبعض المواقع التاريخية والاهتمام بالتعليم والصحة من اجل بناء عراق المستقبل.. وسوف يكون جميلا ان يلتقي القادة العرب علي ارض العراق.. وان كان ذلك من الامنيات بعيدة المنال في حالة عدم تواجد ضمانات قوية بتأمين القادة والوفود العربية للقمة ولا يكفي ان يقول عمرو موسي امين عام جامعة الدول العربية أن العراق آمن بل لابد ان ينعكس ذلك علي الواقع الامني الفعلي للعراق. اما دول المغرب العربي الجزائروتونس فإن الاحداث الاخيرة تثير الدهشة والاستغراب خاصة ان معدلات النمو في تونس مرتفعة وصادراتها لدول الاتحاد الاوروبي كبيرة وفرص العمل متوافرة واذا لم تتوافر من السهل تحقيق ذلك من خلال السفر الي اوروبا. كل هذا يؤكد وجود اياد خفية تحرك الاحداث في الجزائروتونس مما يستدعي تعاونا عربيا قويا يواجه هذه التحديات. وفي هذا الاطار ايضا تستعد مدينة شرم الشيخ لاستقبال القمة الاقتصادية العربية الثانية حيث عقدت القمة الاولي في الكويت وهذه هي القمة الثانية التي تأتي في اعقاب ازمة مالية عالمية ضربت العديد من الاقتصادات العالمية ووصلت خسائر الاموال العربية إلي ارقام ضخمة.. ولكن لاتزال هناك اموال عربية تسعي وتحرص علي الاستثمار داخل الدول العربية بشرط ان يتوافر لها الاستقرار والامان وهذا يتحقق إلي حد بعيد حاليا في العديد من الدول العربية ومن بينها مصر لذا فإن طموحاتنا في نتائج هذه القمة كبيرة جدا في ضوء الملفات المعروضة علي القادة يوم الاربعاء القادم.