نتنانياهو يستخدم الرسوم لإثبات أكاذيبه نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، مجموعة وثائق مسربة، كشفت من خلالها أسرار عمليات أكبر أجهزة المخابرات العالمية. تحتوي التسريبات علي ملفات رقمية لمئات الوثائق الاستخباراتية عالية السرية صادرة عن اكثر من جهاز مخابرات وتتيح فرصة غير مسبوقة للتعرف علي التعاملات الميدانية بين العاملين في عالم التجسس. فتكشف مثلا عن المراسلات السرية بين جنوب أفريقيا ووكالة المخابرات الامريكية، وبينها وبين كل من المخابرات البريطانية (أم آي6) والإسرائيلية (الموساد) والروسية، وكذلك بينها وبين عملاء المخابرات الإيرانية، إضافة إلي العشرات من أجهزة الاستخبارات الأخري المنتشرة حول العالم من آسيا إلي الشرق الأوسط وأفريقيا. وتختلف هذه التسريبات عما نسب إلي إدوارد سنودن وموقع ويكيليكس، الذي يركز علي برقيات استخباراتية إلكترونية يشار إليها في عالم الاستخبارات بكلمة "سيجنت" (SIGINT)، بينما تعتمد برقيات التجسس التي نحن بصددها علي المعلومات التي يجمعها وينقلها البشر وتعرف بكلمة "هيومنت" (HUMINT). في الأيام القادمة ستنشر صحيفة الجارديان البريطانية برقيات التجسس التي يعود تاريخها إلي الفترة بين عام 2006 وحتي نهاية العام الماضي. وتكشف هذه البرقيات عن معلومات مثيرة كإبلاغ الموساد الإسرائيلي حلفاءه بأن إيران لم تكن في الحقيقة تعمل علي إنتاج أسلحة نووية، وذلك قبل شهر فقط من التحذير الذي وجهه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن إيران كانت علي بعد عام واحد من إنتاج هذا السلاح النووي. قادة إسرائيل وتوضح الوثائق التي نشرتها الصحيفة التناقض بين نتنياهو وجهاز مخابراته «الموساد» حيث أخبر نتنياهو زعماء العالم عام 2012 في خطابه في الأممالمتحدة، إن ايران تعمل بسرعة ويمكن أن تصبح جاهزة لبناء قنبلة نووية في غضون عام. وأظهر نتنياهو حينها ورقة كبيرة مرسوما عليها قنبلة علي وشك الانفجار موضحا أن طهران باتت قاب قوسين أو أدني من بناء القنبلة النووية الأولي. في حين كشفت الوثيقة المسربة التي نشرتها صحيفة الجارديان، أن الموساد أكد في تقارير سرية مشتركة مع جنوب أفريقيا، إن إيران لا تقوم بأعمال تثبت نيتها الاتجاه نحو صناعة سلاح نووي وهو ما يثبت الفجوة الكبيرة بين تصريحات قادة اسرائيل وحقيقة علاقاتهم بالمؤسسة العسكرية وأجهزة المخابرات. وتابعت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي كان يسعي وقتها لدفع أوباما لاتخاذ موقف أكثر تشددا نحو إيران مؤكدة وجود خلافات كبيرة بين الموساد ونتنياهو بشأن الاعداد لهجوم عسكري علي إيران وهو السبب الحقيقي وراء استقالة مئير داجان رئيس الموساد السابق. وكانت إيران قد توصلت إلي إتفاق تاريخي مؤقت مع القوي العظمي في نوفمبر 2013 قامت بموجبه بتحويل أو تقليص 20% من اليورانيوم المخصب وهي تقوم حاليا بالتفاوض علي اتفاق نهائي مع أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا، ويأمل الطرفان في التوصل إلي صفقة أولية في مارس القادم واتفاق نهائي في يونيو 2015. تأتي هذه التسريبات وسط ضجة حول زيارة نتنياهو المرتقبة إلي واشنطن بعد ان وافق نتنياهو علي دعوة تلقاها من عدد من النواب الجمهوريين لإلقاء كلمة حول إيران وبرنامجها النووي أمام الكونجرس بداية الشهر القادم، وقد أثار هذا الخطاب المنتظر حفيظة إدارة أوباما لأنه تم التخطيط له دون التشاور مع البيت الأبيض، وهو ما يُعتبر خرقا للبروتوكول. كما أثار الخطاب المزمع انتقادات في تل أبيب ايضا حيث إنه يأتي قبل أسبوعين فقط من الانتخابات العامة في اسرائيل. الا ان نتنياهو رفض هذه الانتقادات، قائلا ان من واجبه الحشد للضغط ضد الاتفاق النووي. داعش والقاعدة وحماس كما كشفت بعض الوثائق الاخري تفاصيل العمليات ضد تنظيمي القاعدة وداعش، ومحاولات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية التواصل مع حركة حماس الفلسطينية بمساعدة جهاز أمن الدولة بجنوب أفريقيا "اس اس ايه"، رغم أن الحكومة الأمريكية تضع الحركة علي قائمة المنظمات الإرهابية.. وتظهر الوثائق أيضا استياء أجهزة المخابرات التابعة للسلطة الفلسطينية من علاقات جنوب أفريقيا مع حماس. وأضافت الوثائق أن مسئولين من جنوب أفريقيا تلقوا احتجاجات عدة تشير إلي رفضهم تعامل جهاز أمن الدولة مع حماس. وأشارت وثيقة ثالثة لمخابرات جنوب أفريقيا إلي أن الرئيس أوباما هدد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ابو مازن كي يقوم بسحب مطالبات الاعتراف بالدولة الفلسطينية من الأممالمتحدة. مخابرات جنوب أفريقيا وتكشف الوثائق تصاعد دور جنوب أفريقيا وسط اجهزة التجسس العالمية، وتورطها في حملة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل السرية لوقف انتشار النفوذ الإيراني بالمنطقة، وتشديد العقوبات عليها لوقف برنامجها النووي. إلي جانب ذلك تتناول الوثائق الحرب المخابراتية الشعواء بين الغرب وكوريا الشمالية، وكيف سعت المخابرات البريطانية لمساعدة جنوب أفريقيا في عملية تجنيد مسئول من كوريا الشمالية رفض في السابق عرضاً مالياً للتعاون معها. بالإضافة لفضح صفقة مثيرة للجدل تجسست خلالها الاستخبارات بجنوب أفريقيا علي روسيا فيما يتعلق باحدي الصفقات المتعلقة بالفضاء قيمتها 100 مليون دولار.. وعلي صعيد اخر جاء في احدي الوثائق المسربه ان عميلا لحساب الموساد الاسرائيلي كان ضالعا عام 2010 في سرقة رسوم هندسية لصواريخ ارض- جو من انتاج جنوب افريقيا وان هذه الرسوم اعيدت إلي جنوب افريقيا بعد ان تعهدت بعدم ملاحقة العميل الاسرائيلي قضائيا. وكشفت برقيات مخابراتية أيضا أن دولة أفريقية خططت لاغتيال رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي.