ما أروع هذه الكلمات التي عبرت عن حقيقة ما يدور في خلد المواطن المصري متجاوزة ما صنعته بعض الأيادي الآثمة من غدر وإهدار لدماء بريئة.. هذه الأيادي الوضيعة هي نفسها التي أهدرت دماء زكية في أحداث أقربها كان في تفجيرات الأزهر والسيدة عائشة فهي أياد لا تفرق بين مسلم ومسيحي ولكنها تختار الوقت والمكان المناسبين لها وفقا لأهوائها المريضة ومصالحها العدوانية!! لسنا في حاجة لإثبات أننا أبناء وطن واحد وجسد واحد إذا اشتكي منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمي، وقد كانت صورة رد الفعل الشعبي علي الجريمة الشنعاء النكراء التي أصابت إخواننا في الوطن أبلغ رد علي المجرمين الآثمين في حق الإنسانية أولا وفي حق مصر ثانيا وبأننا مهما حاول أعداء وطننا فلن يتمكنوا من تفتيته أو سلبه أهم مقدراته وهي وحدته وتماسكه عند الشدائد فالمواطن المصري يتمتع بذكاء اجتماعي كبير حتي وإن اختلفت درجاته العلمية يجمعهم شعور واحد هو الولاء لمصر دون النظر إلي أي اعتبارات تؤثر في هذا الانتماء. العدالة هي سبيل الخروج من أية أزمة يمكن أن تنشب بين البشر أيا كانت ديانتهم وقد تكفلت النصوص المقدسة في التوراة والإنجيل والقرآن بتحقيقها فالعيب فينا وليس في الرسالات السماوية وأن تأخير أو بطء تنفيذ العدالة بين المواطنين علي اختلاف دياناتهم وجنسياتهم هو الذي يشعل النار في الرماد. أدعو وزير التربية والتعليم أن يخصص بعض الحصص ضمن أنشطة الطلبة وبعيدا عن الدرجات والامتحان ليتحدث أناس متخصصون عن تكامل الأديان وليس اختلافها وما بها من خصائص جمالية تحض علي التعاون والبر والحب والتعاطف خاصة أن لدينا رصيدا ثمينا من القصص عن علاقة المسلم بالمسيحي واليهودي وكلها تحكي عن حب الإنسان لأخيه الإنسان مادام لا يعتدي أحد علي الآخر وليكن شعارها: »مصريتنا.. وطنيتنا.. حماها الله«.