المحاولات اليائسة لفلول الإرهاب تؤكد أن المعركة معه مستمرة وطويلة وبلا نهاية.. وتستلزم حشد كل الطاقات للقضاء عليه. فهزيمة الإرهاب هي معركة كل المصريين من أجل التخلص منه وحماية مصر واستمرار التقدم والازدهار وجني ثمار التنمية التي نشارك فيها جميعا. فإعلان المصريين الحرب علي الإرهاب يؤكد أنها حرب من نوع جديد تنبه اليها الجميع بعد الحادث المأساوي في كنيسة القديسين بالاسكندرية والذي راح ضحيته الأبرياء وأصيب خلاله عدد من المصريين اختلط فيه دماء المسيحيين مع المسلمين. فلقد أكدت احتفالات مصر بعيد الميلاد المجيد ومشاركة كبار رجال الدولة والوزراء والكتاب والدبلوماسيين والدعاة أن هناك انطلاقة نحو جهد أكبر لدعم الوحدة الوطنية علي جميع المستويات. فلقد أخطأ الارهابيون حينما تصوروا أنهم بفعلتهم الدنيئة وعملهم الجبان الذي يتنافي مع مباديء الأديان يمكنهم النيل من هذه الوحدة التي ازدادت قوة الي قوتها.. فلقد تعانق الهلال مع الصليب استمرارا لمسيرة هذا التعانق علي مر العصور إبان ثورة 1919 ثم يوليو 2591 وأكتوبر 3791 وسيستمر الي أبد الآبدين. وللمرة المليون أكد الرئيس مبارك ان الارهاب لن ينال من مسيرة مصر لان ابناءها قادرون علي حمايتها والعمل من أجلها.. ويد العدالة سوف تصل الي هؤلاء الجبناء لمحاسبتهم علي مرأي ومسمع العالم أجمع.. أعتقد أن الدور الشعبي في هذه المعركة هو السلاح الوحيد الفعال الذي يدعم الانتماء والمواطنة التي هي هدفنا.. وربما الأهم للانتصار.. فلقد كشفت المؤشرات الخاصة بالتحقيقات التي تجريها الأجهزة المتعددة بشأن هذا الحادث المأساوي أن التخطيط والتنفيذ جاء من الخارج. وبكل اللغات، الإرهاب متواجد ومستيقظ علي مستوي العالم ونحن جزء مهم من هذا العالم ومستهدف. لقد أكدت جموع المصريين علي اختلاف انتماءاتهم ضرورة حشد الطاقات بجميع السبل للقضاء علي الارهاب واعلام الجميع بأساليبه المتنوعة الظاهرة والباطنة بالتعاون مع الأجهزة في اطار استراتيجيات قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل.. فالإرهاب يستهدفنا جميعا وعلينا ان نواجهه. وجاءت الدعوة التي وجهها فضيلة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بإقامة بيت العائلة وكذلك دعوة فضيلة المفتي الدكتور علي جمعة إلي انشاء مشروعات مشتركة بين المسيحيين والمسلمين اشارة مهمة وبعثا جديدا لتأكيد الوحدة الوطنية. لقد كشفت ردود الافعال الصادرة عن المسيحيين والمسلمين بشأن حادث كنيسة القديسين واحتفالات عيد الميلاد المجيد ان هناك استفتاء جديدا علي وحدتنا الوطنية وأنها قوية وراسخة لا تؤثر فيها الافعال الطائشة وان راهانات الارهاب علي مصر خاسرة. فمصر ستظل قوية آمنة بتعانق الهلال مع الصليب وبابنائها بمواصلة ديمقراطيتها وحراسة اقتصادها سريع النمو فشبابها يعمل بكل عزيمة واخلاص لحماية المسيرة وتماسك مسيحييها ومسلميها كما كانوا علي مر العصور: فاليد التي ارتكبت حادث كنيسة القديسين ليست يدا مصرية.. علينا جميعا ان نعي ما يحاك ضد مصر بالخارج حتي نكون علي قلب رجل واحد لمواجهة هذه المؤامرات الدنيئة التي لا تقرها الاديان أو الأخلاق أو المواثيق.. علينا بالتكاتف والوحدة لمواجهة هؤلاء المتربصين بمصر وشعبها. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.