أننا نصلي هذا المساء،متحدين مع قداسة البابا فرنسيس رئيس كنيستنا الكاثوليكية ومع البطاركة والأساقفة والكهنة والشعوب،نصلي من أجل عالم آمن يرتكز علي عائلة مستقرة مطمئنة الي أخوتنا المطارنة والأساقفة،وإلي الأبناء الأعزاء القمامصة والقسوس،الرهبان والراهبات والشمامسة، وإلي جميع أبناء الكنيسة القبطية الكاثوليكية في بلاد المهجر.. البركة الرسولية والسلام بالمسيح المولود في بيت لحم ميلاد المسيح ميلاد العائلة المقدسة تحتفل شعوب عديدة هذا المساء بليلة عيد ميلاد السيد المسيح،لقد مضي عشرون قرناً من الزمن علي هذا الحدث الإلهي العجيب الذي غير حياة الملايين من البشر ولازال طفل بيت لحم،كلمة الله الذاتية الناطقة التي اتخذت الطبيعة البشرية يجذب ملايين النفوس إليه. آتي المسيح ليقيم جسراً بين السماء والأرض،جمع في ذاته الأبدي والزمني،المطلق والمحدود،«أخلي ذاته آخذاً صورة إنسان،أشبهنا في كل شيء ما خلا الخطيئة» (عبرانيين 4 : 15) إنه إنسان سوي كامل الإنسانية،ونور إلهي منبثق من الذات الإلهي ويقول لنا «أنا والآب واحد» (يوحنا 17 : 11 ) وأكد أن تجسده لا يجرح وحدانية الله، فلا تعدد في الذات الإلهي. فنحن نؤمن بإله واحد ولا شرك بالقدوس الأبدي،هذا السر الإلهي العظيم أكد لنا محبة الله للإنسان خليقته،ليعيده إلي حال النعمة والبرارة ليتحد معه في ملكوته وهذه رسالة الحياة التي يحملها كل إنسان أن يحيا في الإيمان والرجاء والمحبة لتكون الحياة أفضل.. دعت الكنيسة الكاثوليكية إلي سينودس العائلة أو إلي مجمع خاص لدراسة كل ما يمس شؤونها آمالها وآلامها،ذلك خلال شهر أكتوبر 2014 وقد اشتركت ممثلاً للكنيسة الكاثوليكية المصرية مع سائر الآباء بطاركة الشرق الكاثوليك ونوقش خلال المؤتمر أهمية إعداد وتربية الأجيال لإقامة زواج راسخ الأركان،قائم علي الحب والاستقرار وعلي الإيمان والرجاء والمحبة، وما يقدمه الزواج من نتائج بناءة للمجتمع وأن المستقبل الباهر يرتكز علي الأسرة الآمنة المستقرة،كما أشار المجمع إلي الأخطار التي تحيط بالعائلة مثل الهجرة الإجبارية فيتفرق شملها والفقر والبطالة،الإجهاض،الطلاق،وانتشار الزواج المثلي،والعقبات التي تعطل الارتباط بالزواج سواء اقتصادية أو اجتماعية. وأعلن المجمع أن المسيح قدم للبشرية في الإنجيل تعاليمه السامية التي تقدم الرجاء الحقيقي لقيام أسرة مؤمنة. وأوصي المجمع بان تتصل وتتوسع مراكز إعداد الشباب للزواج وبناء أسرة وكشف عن روعة الزواج المسيحي في ثباته وديمومته لصالح البشرية وذلك بنعمة وتحت أنوار الروح القدس. وما أحوج الأسرة في عالم اليوم إلي التأمل في حياة أسرة بيت لحم،سعادتها لم تأت لها من مال أو نسب أو سلطة بل من إيمان عميق،وتواضع صادق،وتقوي متوهجة. إن العالم اليوم مكدس بالثروات،مزدحم بألوان الرفاهية والترف فخور بتقدم العلوم واكتشاف أسرارها،وبرغم ذلك فالعالم أيضاً مزدحم بالبؤس والشقاء،يئن فيه الجائعون،ويتشرد فيه الأطفال،وتداس فيه كرامة المرأة وحقوقها. العالم في حاجة إلي حب حقيقي،وحنان غامر،وتضامن إنساني ورحمة بالإنسانية وبالمستقبل. إن عيد ميلاد المسيح هو عيد لكل أسرة مؤمنة،وعيد لكل طفل يعيش في كنف والديه،وعيد يذكرنا بمن ليس لهم عائلات ولا يشعرون بالحنان، لذا نصلي أمام مذود بيت لحم ملتمسين من طفل السماء، ابن البشر،المخلص الفادي،أن يسكب علي عالمنا محبته وحنانه. ومن أجل أسرتنا الكبيرة مصر الغالية ليحفظها الله من كل شر, ونصلي من أجل رئيس الجمهورية ليُعضده الرب لكي نثبت للعالم كله أن مصر دولة حرة حضارية تبني المستقبل لتظل منارة للشعوب, ونصلي ان يتقبل الرب شهداءنا في موكب المجد وان ينعم بالحكمة علي كل من يحمل المسؤولية. يا طفل بيت لحم يا سر الله, يا حبه للبشر باركنا جميعاً وبارك عائلاتنا .