يبدو ان السادة ملالي الثورة الايرانية يكنون اعجابا دفينا بالزعيم المصري الراحل أنور السادات.. اعجاب شابه المرض والالتواء النفسي، ففي الوقت الذي وقف فيه العالم كله مشدوها أمام شجاعة هذا الرئيس المصري بسبب قرار السلام وزيارة القدس التي وصفوها بأنها أشجع بكثير من رحلة رائد الفضاء الأمريكي نيل أرمسترونج إلي سطح القمر وأعماق المجهول.. في ذات هذا الوقت الذي وقف فيه العالم مشدوها، كان ان التوت وانكمشت النفوس الضعيفة في ايران، وفي العالم العربي ذاته، بما في ذلك البعض من بيننا، وبدلا من الاشادة واظهار الاعجاب والاحترام، كان البديل المرضي هو الحقد والكراهية والهجوم علي شخص هذا الرجل الأسطوري! وبالأمس الأول، وفي هذا السياق، خرج علينا وزير المواصلات الايراني حميد بهبهاني معلنا »ان بلاده ليست في حاجة إلي الطيارين الروس الذين يعملون في ايران وأنها منحتهم مهلة شهرين لمغادرة ايران«.. انها نفس الخطوة التي اتخذها السادات عندما قرر ترحيل المستشارين السوفييت خارج مصر في عام 3791، وهو القرار الذي أذهل العالم كله، وفي مقدمته الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبدأ يجذب الانتباه إلي شخصية الرئيس السادات، ولكن الذي لم يستوعبه الايرانيون هو ان قرار السادات في هذا الصدد كان بندا من بنود الخداع في حرب أكتوبر. وان السادات أراد بذلك ايهام العالم كله بأنه لن يحارب، وقد نجح في تحقيق هذا الهدف وحقق النصر العزيز في أكتوبر 37، أما في حالة القرار الثوري الايراني فإن النتائج تختلف كلية وتماما وقد يكون في مقدمتها حرمان ايران من صفقة الصواريخ الروسية »اس 003« والأجيال الحديثة والمتطورة من طائرات القتال »الميج« و»السوخوي« بدلا من الصواريخ وطائرات القتال الأمريكية الصنع وفي مقدمتها طائرات اف 41 تومكات التي تحولت جميعها إلي خردة صماء بعد توقف الامدادات الأمريكية.. وهكذا فإنه رغم تطابق وتماثل قرار ابعاد الروس أو السوفييت عن مصر في عام 3791 وعن ايران في عام 0102.. رغم هذا التطابق والتماثل الشكلي فإن الأهداف والنتائج تختلف كلية تماما، وتحدد الفارق الهائل بين صاحب القرار هنا، وصاحب القرار هناك.