احتفل العالم هذا الأسبوع باليوم العالمي للتليفزيون الذي يواكب ذكري انعقاد أول منتدي عالمي للتليفزيون عام1996 بمقر الأممالمتحدة, حيث أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم21 نوفمبر من كل عام يوما عالميا للإعلام التليفزيوني, وذلك للأثر المتزايد بهذه الوسيلة الحيوية من وسائل الإعلام علي عملية صنع القرار من خلال تركيز الاهتمام العالمي علي المنازعات والمخاطر التي تهدد السلم والأمن ودوره المحتمل في زيادة التركيز علي مسائل رئيسية أخري, لآثارها بالنسبة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وكان هناك اعتقاد أن اليوم العالمي هو يوم اختراع هذا الجهاز العجيب( التليفزيون)1926, وعلي أية حال, استوقفتنا هذه المناسبة أمام أحداث تم بثها علي شاشة التليفزيون, جمعت العالم ليشاهدوا الحدث في وقت واحد صوت وصورة.. وإن كانت هناك أحداث كانت محط أنظار الملايين, مثل انهيار سور برلين القاسم بين الشرقية والغربية11 و12 نوفمبر1989, وارتطام الطائرة الثانية بالمبني الثاني في المركز التجاري الدولي في نيويورك وانهيار برجي المركز التجاري الدولي في نيويورك11 سبتمبر2001, والحكم بالإعدام علي الرئيس الراحل صدام حسين5 نوفمبر.2006 لكن هناك أحداث أجلست سكان العالم أمام الشاشة الصغيرة, تعدوا المليار نسمة ولا نكون مبالغين إذا قلنا شهدها نصف سكان العالم, أو كل من يمتلك هذا جهاز تليفزيون, تسمر أمامها يتابعها بشغف, وهي تحديدا ثلاثة أحداث هي, أول إنسان يهبط علي القمر21 يوليو1969, وزيارة الرئيس الراحل أنور السادات إلي القدس في19 نوفمبر1977, وعملية إنقاذ عمال المناجم في شيلي أكتوبر2010, ورغم الاختلاف الشديد بين تلك الأحداث إلا إنها تشترك في بعض الصفات هي: أنه كان هناك اعتقاد أنها جميعا رحلات ذهاب بلا عودة, لن يكتب النجاة فيها لأحد, بما يحمله كل منها من مخاطر, غموض القمر, وكراهية السنين بين العرب وإسرائيل وتوجس كل منهما من الآخر, والحياة المستحيلة في باطن الأرض, لذا كان هناك ما يشبه المعجزة, وقد غيرت من وجه التاريخ, ومازلنا نجني ثمارها. * هبوط الإنسان علي القمر: خطوة صغيرة للإنسان, لكنها قفزة عملاقة للإنسانية, بهذه العبارة الشهيرة دخل رائد الفضاء الأمريكي نيل أرمسترونج تاريخ الإنجازات البشرية, بعد أن خطي أول خطوة للإنسان علي سطح القمر في21 يوليو عام1969, وقد أشرف علي برنامج أبوللو11 الذي وصلت تكلفته الي24 مليار دولار,400 ألف عالم ومهندس وتقني, ويقول رائد الفضاء باز ألدرين الذي رافق أرمسترونج في رحلته فرصنا للنجاح كانت لا تتجاوز الخمسين بالمائة... ومازالت الأبحاث العلمية الفضائية مستمرة, واكتشف مياها علي القمر مما يعني إمكانية الحياة ومزيد من الأبحاث العلمية, ولرحلات الفضاء فوائد عدة منها اكتشاف150 كوكبا أبعد من نظامنا الشمسي. وقريبا من الأرض, حصد مواطنون في أنحاء العالم المختلفة فوائد هائلة من استكشاف الفضاء من خلال الأقمار الصناعية التي تدعم الاتصالات, والملاحة, ومراقبة الطقس وغير ذلك من علوم الاستشعار عن بعد. كما ساهمت التقنيات والمعارف العلمية المتعلقة بالفضاء في إنشاء أنظمة كمبيوتر وروبوتيات عالية الأداء, وعدسات نظر مقاومة للخدوش, وتصوير سرطان الثدي, وأكثر من ذلك بكثير. * زيارة السادات إلي القدس: في9 نوفمبر1977 أعلن السادات انه مستعد أن يذهب إلي إسرائيل من اجل التباحث حول مفاوضات السلام, في الكنيست الإسرائيلي ذاته( البرلمان الإسرائيلي), بعد ذلك بعشرة أيام, في ذلك المساء البارد في مطار بن جوريون مساء يوم19 من نوفمبر1977, وصل الرئيس أنور السادات إلي إسرائيل.. قبل هذه الزيارة بثلاثة أيام, أعلن مردخاي جور, رئيس أركان الجيش الإسرائيلي, عن رفع حالة الطوارئ إلي الدرجة القصوي, بعد أن سيطر عليه هاجس خطير, يتسق مع الواقع آنذاك, فأعلن عن تحذيره لقادة الدولة الإسرائيلية عن احتمال وجود خدعة قاتلة في هذه الزيارة, فقد تهبط الطائرة الرئاسية المصرية في مطار بن جوريون, وبدلا من أن يطل منها السادات, يخرج أعضاء فرقة كوماندوز مصرية فيفتحون النار علي كل الحاضرين لاستقبال السادات, فيجهزون علي كل القيادات الإسرائيلية, التي كان من الطبيعي حضورها تلك اللحظة التاريخية.. لكن الطائرة المصرية هبطت في مطار بن جوريون, ولم يكن بها سوي الرئيس أنور السادات بنفسه ومرافقيه, ليكتب بخطي قدميه أول شهادة ميلاد رسمية لاسرائيل, جاء السادات لا ليكسر ثلاثين عاما من الجمود السياسي فقط, ولكن ليحطم الجدار النفسي المبني علي الكراهية والعداء بين الجانبين, ويفتت صورة العربي المخادع, تلك الصورة التي تربي عليها كل الإسرائيليين, وإيمانهم بالحكمة الصهيونية التي تقول إن العربي الطيب هو العربي الميت اي لا وجود له!!. كانت للسادات نظرة ثاقبة للمستقبل لم يدركها وقتها باقي البلدان العربية التي تغيرت رؤاهم تماما فيما بعد, عادت سيناء كاملة ولكن ما ترتكبه إسرائيل من مجازر واستمرار احتلالها لأرض فلسطين وجولان سوريا يعوق الوصول الي سلام كامل وعادل. ملحمة عمال تشيلي: بعد سبعة أيام من حدوث انهيار منجم سان خوسيه للنحاس في شيلي وفي باطن الأرض33 عاملا, اعتبر أن فرص العثور عليهم أحياء ضئيلة جدا, لكن تحت ضغط عائلات العمال الذين اعتصموا في المكان عقب حدوث الانهيار, واصل رجال الإنقاذ جهودهم حتي تمكن جهاز من التقاط رسالة تحت الأرض كتبت علي ورقة تحمل عبارة أصبحت شهيرة( نحن بخير جميعنا ال33 في الملجأ تحت الأرض) تقشف العمال في السوائل والطعام الذي كان بحوزتهم, واستطاعت فرق الإنقاذ شق نفق أمدهم بالماء والطعام إلي حين تصميم الكبسولة وبعد70 يوما من وجودهم في باطن الأرض انتشلتهم الكبسولة يوم13 أكتوبر عام2010 إلي سطح الأرض, بعدما ظلوا محاصرين لأكثر من شهرين علي عمق700 متر.